بيروت - لبنان

اخر الأخبار

19 تموز 2019 12:02ص «أيام منى بوارشي» صفحات تنضح بالذكريات البيروتية الأصيلة

غلاف الكتاب غلاف الكتاب
حجم الخط
سطّرت سيدة الأعمال منى بوارشي في كتابها «أيامنا... أيام منى بوارشي» صفحات تنضح بالذكريات البيروتية الأصيلة، والأحداث اللبنانية، وقصّة كفاحها المُشرّف.

الكتاب الأنيق من منشورات «ذكرى»، صفحاته الـ 340 من القطع المتوسط، تزخر بالمواضيع المختلفة وصور الذكريات، وقد عملت السيدة عبير بوارشي العويني مع والدتها السيدة منى على إنجازه.

تقول السيدة بوارشي عن الكتاب: «لم أتهيّب شيئاً في حياتي، بقدر ما تهيّبتُ الساعة حين اتخاذ القرار بولادة هذا الكتاب الذي أروي فيه ما يُمكن أن يُسمّى «سيرة حياة». وهو أمر يتطلب الكثير من البوح والكثير من الدّقة، فضلاً عن القلق الدائم الذي رافقني في كل صفحة وهو متمثل بسؤال تصعب الإجابة عنه: «هل أنصفتُ؟». والإنصاف ليس فقط إنصافاً للذات، بل للآخرين جميعهم، ولكل الحقائق والوقائع وظروفها. ولكن، كيف يكون الإنصاف؟».

عبر سرد روائي ممتع، تتطرق ابنة بيروت منى بو عزّة بوارشي إلى جدِّها وجدتها، ووالدها ووالدتها، وأعمامها وعمتها، وأخوالها وخالتيها، وزملائها في العمل. كتبت عن شخصياتهم وطباعهم، ولكنها كشفت أيضا أحوال المجتمع الذي عاشوا فيه وتقاليده.

نتنقل عبر السرد السلس الممتع والمشوّق خلال الأحداث والمحطات التي مرّت في حياتها، من طفولتها ودميتها المفضّلة «موني»، وفترة الدراسة في مدارس المقاصد والانتقال الى المدرسة الانجيلية للتقوية في اللغة الإنكليزية ثم الـ IC فالجامعة الأميركية وجامعة الروح القدس - الكسليك، والصيفية في حمانا، وشهر رمضان و«المسحراتي»، وعيدي الفطر والأضحى و«العيديّة»، والشغف باللغة العربية وحبّ القراءة والمطالعة، والرهاب من القطط، والجمعية اللبنانية لإدارة الأعمال LMA، و«ثانوية عبد السلام بو عزّة الجزائري»، و«ساحة الجزائري»، و«أولادي زملائي»: عبير وجواد وهبة، وأنا ومرض السرطان، وغيرها من الأحداث الطريفة، والأحداث المهمّة في حياتها.

كما تمرُّ محطات الكتاب بالرئيس صائب سلام وأحداث 1958، وإصابة والدتها بمرض السرطان ووفاتها، وعلاقتها وزواجها من السيد فؤاد بوارشي وبيتهما الأول ورعايتهما لعائلتهما، وقصّة عملها ومسيرتها الشّاقة والتحدّيات التي واجهتها كأنثى في شركة والدها في مركزها الرئيسي في بيروت وفروعها في الخارج وبالأخصّ إبّان الحرب الأهلية، وإصابة والدها بالفالج ووفاته، ومحطات أخرى.

تعتز السيدة منى وتفتخر بأبيها عبد السلام مهدي بو عزّة الجزائري، الجزائري الأصل والبيروتي الهوى والهويّة. لم يعش طفولة سهلة، وكان ابن بيت فقير ومكافح، عمل في مهنة التخليص الجمركي ولم يغفل عن ان العصر ذاهب الى تطوير متسارع فأسّس شركته التي ستمارس المهنة بمواصفات عصرية متقدمة. كان رجلاً يحب عمل الخير، واستمراراً لنهجه، أسّست السيدة منى عام 1991 «مؤسسة عبد السلام بو عزّة الجزائري الخيرية» التي تقدّم معونات ومنحاً مدرسية لطلاب معوزين، وتقوم بشتى أنواع الأعمال الخيرية.

الملفت أنه من صفحة إلى صفحة يفوح أريج العلاقة الرائعة والرابط الخاص الذي ينضح حباُ وتقديراً وفخراً بين السيدة منى ووالدتها السيدة شفيقة البلعة، الأم الحنونة الوقورة، والقيادية التي تجمع بين السلاسة والصرامة في مواضعهما الصحيحة، هي «ستّ البيت» و«شيخ الصلح» و«محضر الخير» و«القياديّة»، والتي هي أيضا صديقتها ورفيقتها ومنارتها وبوصلتها ومرجعيتها ومربّيتها وقدوتها، وموضع ثقتها. والدة السيدة منى ترافقها في البال والخاطر، وتشعر بغيابها كل يوم، وتتخذ القرارات على ضوء فخرها بها ورضاها عنها.

استعير سؤال السيدة بوارشي وأقول: تُرى، هل تمكنتُ من إنصاف هذا الكتاب بهذا الاستعراض السريع والمُختصر لمحتوياته الغنيّة الشيّقة؟




أخبار ذات صلة