بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 أيلول 2019 12:00ص إبراهيم المُنْذِر وعبد الله العلايلي الشيخان عاشِقا العربيّة والمُتَبَتّلان في مِحرابها

د. وجيه فانوس د. وجيه فانوس
حجم الخط
كلاهما شيخٌ من لبنان؛ أوَّلهما مسيحيّ،ٌ اكتسب المَشْيَخَةَ من الإرث السّيِاسيّ التّاَريخيّ لعائلته؛ وثانيهما مسُْلِمٌ حصَّل المَشْيَخَةَ من الدّرَس الفقهيّ ِللدّيِن. وكلاهما برع في تعاطي الشَّأن العام، فكان لكلٍّ منهما نشاطه الفكري والاجتماعي والسّيِاسي المتميّزِ. وضمن هذا النّشَاط، كان لكلِّ واحد منهما دوره البَيّنِ في مجالات اللّغُة العربيةَّ. تَبَتّل كلُّ واحدٍ منهما في محرابه على طريقته؛ فوضع الأوَّل ما عُرِفَ بـ «كتاب المُنْذِر في عثرات الأقلام ومفردات اللّغُة العربيّةَ» سنة ١٩٢٧، ووضع الثّاَني مجموعة كبيرة من المؤلَّفات في مجال الدّرَس اللّغوي للعربيّةَ من أبرزها «مقدمة لدرس لغة العرب»، سنة ٩٣٨، وهي دراسة لغويّةَ لعلّهَا الأشهر بين كتاباته، و«المعجم» سنة ١٩٥٤، وهو موسوعة لغويّةَ علميّةَ، ناهيك بـ «المرجع» سنة ١٩٦٣، وهو معجم وسيط. وهذا الاهتمام باللّغُة العربيّةَ قد يكون أبرز ما يجمع بين هذين الشَّيخين في رحلة التّاَريخ؛ لِما للجهد اللّغُوي من قدرة على الاستمرار وبُعدِ أفقٍ في التّكَوين المستقبليّ للجماعة في فكرها وتعبيرها.

أوَّلهما هو الشَّيخ ابراهيم المُنْذِر، الذي وُلد في المحيدثة في لبنان سنة ١٨٧٥ ، مُحيِياً عمره في الانشغال في التّرَبية والتّعَليم والسّيِاسة، ومبُدياً اهتماماً بَيّنِاً باللّغُة العربيةَّ، حتّىَ وفاته سنة ١٩٥٠. وثانيهما هو الشَّيخ عبد الله الشَّيخ العلايلي، الذي وُلِدَ في بيروت سنة ١٩١٤، يوم ناهز الشَّيخ إبراهيم المُنْذِر السَّابعة والخمسين من سني العمر؛ فانصرف إلى تحصيل العلم والتّبَخّر في أمور الفقه والتّدَرُّب على قضايا الفكر، مُنشغلاً بالثّقَافة والسّيِاسة العامّةَ ومتصدِّراً مجالات البحث اللّغُوي في العربيّةَ، إلى أن وافته المنية سنة ١٩٩٦ ، بعد ست وأربعين سنة من وفاة الشَّيخ المُنْذِر.


الشَّيخ ابراهيم المُنْذِر

أ - المسيرة:

عاش الشَّيخ إبراهيم المُنْذِر خمساً وسبعين سنة؛ كان لبنان في ثلثيها الأوَّلين تحت وصاية سلطةٍ عثمانيّةَ ومن ثَمّ إفرنسيّةَ؛ وكان لبنان يحبو، في الثّلُث الأخير من هذه السنوات، على مدارج الاستقلال الوطنيّ الذي نهض على قدميه قبل سبع سنوات فقط من تاريخ وفاة أوَّل الشَّيخين.

أمّاَ عبد الله الشَّيخ العلايلي، فعاش اثنتين وثمانين سنة؛ كان لبنان في تسعٍ وعشرين منها خاضعاً لسلطة الانتداب الفرنسي، وناهضاً في مدارج الاستقلال في السّنِين الثلاث والخمسين الأخيرة. وكأنّ مسيرة الشَّيخين، المسيحيّ منهما والمسلم، المنبثقة عبر ممارساتهما الثّقَافيّةَ والفكريّةَ من أجواء حياة سياسيّةَ وثقافيّةَ ظلّلَت رحاب لبنان من سنة ١٨٥٧ إلى سنة ١٩٩٦، طيلة مراحل الحُكمين العثمانيّ والفرنسيّ وعبر محطّاَت الاستقلال الوطنيّ،ِ تَجمع طبيعةَ رحلةٍ متواصلةٍ للوطن في تأريخ وصفيّ وتحليل تفكيكيّ،ٍ يظهرُ حقيقة فكر ناسه وثقافتهم ولغتهم، خلال مئة وتسع وثلاثين سنة، عبر شخصيّتَين اشتركتا في كثيرٍ جدّاً من الاهتمامات وافترقتا في قليل جدّاً من مراحل التّاَريخ والمنطلق الدّيِني!


الشَّيخ عبد الله الشَّيخ العلايلي


ب - من الاهتمامات اللّغُويّةَ المُشْتَرَكة بين الشَّيخين:

قد لا تتّسَع هذه العُجالة للحديث عن كلِّ ما قام به الشَّيخان من تَبَتّلٍ في محراب اللّغُة العربيّةَ، وذلك لكثرة ما عاشه كلٌّ منهما من مجاهدة وقدّمَه من عطاء؛ لكن قد تمكن الإشارة، في هذا المقام، إلى ثلاثة موضوعات تُسهم في تشكيل مفاتيح عمليّةَ إلى العالم اللّغُوي لكلِّ واحد منهما. تتجلّىَ هذه الموضوعات عبر ما قدّمَه كلٌّ منهما وعالجه في أمور «اللّغُة والهُويّةَ» و«مفردات المعجم» فضلاً عن «المعجم».

1) اللّغُة والهويّةَ:

ينظر الشَّيخ إبراهيم المُنْذِر إلى اللّغُة باعتبارها تأسيساً لوجود إنسانيّ وتأطيراً لهويّةَ اجتماعيّةَ ووطنيّةَ وقوميّةَ في آن. وهو يقول في هذا الصَّدَد «هي لغتنا يا قوم، إذا أهملناها فقد فقدناها، وإذا فقدناها فإنّنَا نفقد معها مكانتنا ووطنيتنا... وإني لأوجس خيفة إذ أراها تختلف اليوم باختلاف الأقاليم وباختلاط العجمة فيها، فتمسي غريبة عنّاَ، ونمسي نحن غرباء عنها وعن بلادنا وأبنائها الذين تربطنا وإيّاَهم أواصر القربى، فلا يبقى لنا لغة ولا جنسيّةَ ولا قوميّةَ ولا وطن». ولا يكتفي الشَّيخ المُنْذِر بهذا، بل يؤكِّد على الأهميّةَ التأسيسيّةَ للّغُة في ثبات المجتمع الوطنيّ والقوميّ،ِ مشيراً إلى أنَّ ثمّةَ من يرى في اللّغُة «واسطة عقد الاجتماع».

أمّا عبد الله الشَّيخ العلايلي، فيُعبّر في كتابه «دستور العرب القومي» بوضوحٍ عن مسألة اللّغُة، إذ يربط بين اللّغُة القوميّةَ والفكر القومي قائلا: «أنا أفكِّر بفكر عربي، فإذن أنا موجود عربي». ويتوضَّحُ هذا الرَّبط، الذي تبناه الشَّيخ العلايلي طيلة حياته، بقوله: «فإذا لم تكن لنا لغة قوميّةَ تامّةَ صحيحة، فلن يكون لنا فكرٌ قوميّ تامٌّ صحيح. ففرض إنسان بدون لغة معناه فرض إنسان بدون فكر». ومن هنا، يمكن القول أنّ اللّغُة أضحت عند الشَّيخ العلايلي ضرورة اجتماعيّةَ ونفسيّةَ في آن، أهم بواعثها الفكر وعلاقاته ودلالاته وإشاراته المجازيّةَ؛ وهي، بذلك، مؤسَّسة ترتبط ارتباطاً مباشراً بنشاط الإنسان.

2) مفردات اللّغُة:

يرى الشَّيخ المُنْذِر أنَّ «مفردات اللُّغة العربيَّة كثيرة لا تقع تحت حصر ولا نجد أنّنَا في حاجة إليها كلّهَا، وكثير منها غير أدبيٍّ يجب طرحه من معاجمها، والاكتفاء بما هو ضروريٌّ للتمييز بين المسمّيَات، ثم فتح باب الاشتقاق للتوصُّل إلى استخدام الأفعال والأسماء والصّفِات المتعلِّقة بها بحسب مقتضيات العصر». ومن هنا، يؤكِّد الشَّيخ المُنْذِر أنّ اللّغُة، عامّةَ، ملك المتكلّمِ بها، لا ينازعه فيها منازع؛ بشريطة أن يزن كلامه ويحكِّم عقله ويضبط قلمه وينتقي الفصيح من أقوال المشتغلين باللّغُة والعارفين أساليبها واصطلاحاتها المشهورة.

يخلص الشَّيخ المُنْذِر، من ثَمّ،َ إلى ضرورة العمل الجَماعي المؤسساتي، وليس الفردي، في مجال اللّغُة؛ ومن هنا، يرى أنّهَ على المجموع أن ينظروا إلى اللّغُة بغير العين التي ينظر بها الفرد إليها؛ وعندئذٍ يتألّفَ، من جهابذة اللّغُة، مجمع علميّ عربيّ عامٌّ يُعيد النّظَر في المؤلّفَات القديمة ويقف على الموضوعات الحديثة ويطرح من الألفاظ ما هو فاسد التّرَكيب ومن الأصول ما هو عقيم الفائدة، ويَسُنّ قواعد جديدة توافق روح العصر ويفتح باباً للاشتقاق نتوصَّل منه إلى تسمية الأشياء الجارية لدينا في الاستعمال بلغة العرب. ويدعو الشَّيخ المُنْذِر، بناء على هذه الأسس، إلى المعاصرة في اللّغُة، مُرَكِّزاً على أنّ من الواجب أن تخطو اللّغُة الخطى اللازمة حسبما تقتضيه حاجة «القرن العشرين من العلم والعمل».

أمّاَ كلام الشَّيخ العلايلي، في هذا المجال، فيأتي متجاوزاً التّوَصيف، ليصبَّ في خانات التّفَصيل والتّنَظيم والتّعَميق والتّعقيد لموضوع اللّغُة. ويقول الشَّيخ العلايلي إنّ «المعجم العربي في حاجة كبيرة إلى التّشَذيب والتّخَليص من حيرة المعنى؛ وهذا يكون في تحقيق الوحدة المعنويّةَ لجذر اللّفظ، ومن ثمّ رسم خطّ بياني، ما أمكن، لسيره حقيقة ومجازاً». ويزيد الشَّيخ العلايلي في هذا «أنّ الشَّأن حيال اللّغُة، ولا سيما ماضيها، هو الشَّأن حيال أي موضوع آخر داخله الغموض والتّعَقيد. لذلك لا يمكن اعتماد منهج التّقَرير والقطع وإنما مبدأ السُّؤال والمشاركة في التّسَاؤل». ومن هنا، فإنَّ الشَّيخ العلايلي لا يحصر البحث اللُّغوي بالتضلُّع اللغُّوي وحده؛ بل يوسّعِ في مجال المعرفة مؤكِّداً أنّهَ لا بدّ في البحث اللّغُوي من مشاركات جمَّة «فيما حفلت به المجتمعات البدائيَّة من ترهيَّات (ميثولوجيَّات) وأساطير وعادات، وما تعرَّض له الكائن البشري من تطوُّرات حِياويّةَ (بيولوجيّةَ) ونفسيَّة وإنسانيَّة وإراميَّة (أثنولوجيّةَ) ثمّ حضاريّةَ».

٣) المعجم

يؤكِّد الشَّيخ المُنْذِر على أهميّةَ وضع منهج منظّمَ لعمل المعجم العربيّ،ِ ويقترح خطّةَ قوامها «طرح الوحشيّ من الألفاظ التي لا تُستعمل» و«إثبات الألفاظ المستعملة التي لا تُخالف القياس» فضلاً عن «نحت الألفاظ الأجنبيّةَ على القياس العربيّ المأنوس» و«وضع ألفاظ عربيّةَ فصيحة للمسمَيات العلميّةَ الحديثة».

يَشْتَرِكُ الشَّيخ العلايلي، في هذا المجال، مع الشَّيخ المُنْذِر في تأكيده على أساسيّةَ وضع منهج منظّمَ لعمل المعجم العربيّ، مقُدّمِاً لمواصفات تأتي وكأنّهَا تطوير ممنهج لما جاء به الشَّيخ المُنْذِر، يتّفَق معه، ويضيف إليه، ويتوسَّع في الإضافة لكن من غير ما اختلاف مع أسسه.

يرى الشَّيخ العلايلي أنّهَ لا بدّ للمعجم من أن «يتضمّنَ كلّ ما يشكِّل الألفاظ والكلمات المستخدمة في أزمنة اللّغُة، بغضِّ النّظَر عن كونها قديمة أو محدثة؛ وبغض النّظَر، كذلك، عن كونها من أصل اللّغُة أو وافدة عليها». وهنا يرى الشَّيخ العلايلي أنّهَ «لا بدّ من اعتماد الطّرَيقة العقليّةَ في فهم اللّغُة، والتدرُّج من المحسوس إلى المعقول بمقابلة ما بينهما ووصله في صيرورة مطّرَدة».

من الواضح أن لا اختلاف، ههنا، بين الشَّيخين لا في المنطلق ولا في الهدف على الإطلاق؛ فالعربيّة، عند كلٍّ منهما، هويّةَ وطنيّةَ وقوميّةَ. ولئن كان للشَّيخ إبراهيم المُنْذِر أن يكتفي بتعريف مباشر للعلاقة بين اللّغُة العربيّةَ وجَماعِ الوجود الإنسانيّ والوطنيِّ والقوميّ لناسها؛ فإنّ في فلسفة هذا الشَّأن، التي يقُدّمِها الشَّيخ العلايلي، ما يؤكِّد على تعميقٍ في الفكرِ اللّغُويّ؛ هو، تعميقُ المرحلةِ الزَّمنيةَّ التي عاشها الشَّيخ العلايلي وكَتَبَ فيها من جهة، وابن للثّقَافة التّحَليليّةَ التّرَكيبيّةَ التي نشأ عليها عبر دراسته لقضايا الفقه القائمة أصلاً على أساسيّةَ دقّةَ التّحَليل وضرورة التّعَمّقُ فيه.

ج - اهتمامات لغويّةَ انفرد بها الشَّيخ العلايلي عن الشَّيخ المُنْذِر

١) بين المعجم والموسوعة:

«المعجم»، عند الشَّيخ العلايلي، مصدرٌ ميميّ من المزيد بمعنى المكان، مجازاً من عَجَمَ العود بمعنى ليّنَه، وليس اسم مفعول بمعنى أزال العجمة، كما درج عليه اللّغُويون؛ يعني ما اتسع لتيسير الكلمات مطلقاً وجعلها واضحة ماثلة في نطاق الذهن. وتأكيداً لهذا الأمر، يُشير الشَّيخ العلايلي، إلى أنّ مؤلفي المعاجم لم يتحاشوا التّسَميات الآتية:

- معجم البلدان ومعجم الأدباء (ياقوت).

- معجم الشعراء (المرزباني).

- معجم ما استعجم (أبو عبيد البكري).

- معجم الحيوان والمعجم الفلكي (المعلوف).

- معجم وموسوعة (وبستر).

يُفَرّق الشَّيخ العلايلي، ههنا، بين الشَّرح المعجميّ، الهادف إلى إزالة الغموض، والشَّرحِ الموسوعيّ، النّاَهد إلى التَّفصيل والبيان. ويَخْلُصُ، بذا، إلى أنّ الفرق بين «المعجم» و«الموسوعة» فرقٌ في المحتوى والمضمون وليس فرقاً في مبدأ الاثبات. ليستنتِج، تالياً، بأنّ ما هو أكثر تعلّقا بالجانب اللّغُوي فهو «معجم» وما هو أكبر عناية بالجانب العلمي فهو «معجمة».

1) في صناعة المعجم:

- المضمون:

يتضمّنَ المعجم، في نظر الشَّيخ العلايلي، كلَّ ما يُشَكّل الألفاظ والكلمات المستخدمة في أزمنة اللّغُة، بغض النّظَر عن كونها قديمة أو محدثة؛ وبغض النّظَر، كذلك، عن كونها من أصل اللّغُة أو وافدة عليها.

- المعنى

المعجم العربيّ،ُ وفاقاً للعلايِلي، في حاجة كبيرة إلى التّشَذيب  والتّخَليص من حيرة المعنى؛ وهذا يكون في تحقيق الوحدة المعنويّةَ لجذر اللفظ، ومن ثمّ رسم خطّ بيانيّ،ٍ ما أمكن، لسيره حقيقة ومجازا ويقدّم الشَّيخ العلايلي أنموذجاً للعملِ، في هذا المجال، عبر مادّةَ «أثم» فيرى أنّ «أثم»، وفيها «التّأَثّمُ» بمعنّى التّحَرُّج من الإثم، يساعد على الظّنَّ بأنّ المعنى الأقدم لجذر «أثم» ليس الذّنَب وهو الجانب السَّلبي للقداسة، (taboo) والخطيئة، بل حرمة المس ثمّ تطوَّر المعنى بالانزلاق ليكتسب مفهوم الذّنَب. ويؤكِّدُ الشَّيخ العلايلي، في هذا المقام، على اعتماد الطّرَيقة العقليّةَ في فهم اللّغُة، والتّدَرُّج من المحسوس إلى المعقول بمقابلة ما بينهما ووصله في صيرورة مطّرَدة عبر خطوتين متكاملتين:

- درس تمزُّج الكلمة العضويّ  في دائرة المحفوظ من اللّغُة العربيّةَ، اعتماداً على دلالة الثّنُائيّ؛ِ ثمَّ مراقبة ما أحدثه دخول التوحّدُ للحرف الثّاَلث على الثّنُائيّ من التّنَويع والتّغَايُر.

مثال: ملاحظة وحدة المعنى الكلِّي والتنوُّع وفق إملاءالحرف الثّاَلث في الثنائي «أب» عبر «أبأ» و«أبب» و«ابت» و«ابث» و«ابج»، ألخ.

- درس التّفَتّقُ الإدراكيّ للقوم في مرآة الكلمة، أخذاً بمبدأ وحدة الإدراك البدائي الظّاَهر في نشوء المجتمعات ومبدأ التّزَاوج الحضاري.

٣- المُمات

يَنْظُرُ الشَّيخ العلايلي في قضيّةَ «المُمات» من الألفاظ وفاقاً لناحيتين:

- الأولى: المعاجم المدرسيّةَ، ويرى أنَّ من عملها أن تفرغ للتزوُّد بالنّاَفع من اللّغُة للاستعمال.

- الثَّانية: المعاجم الكبرى، ويقوم مبدأ العمل  فيها، عند الشَّيخ العلايلي، على أنَّه لا اعتراف بممات؛ لا سيّمَا وأنّ الإماتة ليست لشيء في ذات الكلمة يخنقها إثر الولادة، بل هي عضوياً تخضع لظروف الكائن في ما داخَله منها وخارَجَه؛ وواجب هذه المعاجم أن لا تعترف بممات ومهمل ما داما يمدّان بما هو معبّرِ وبما هو سليم الجرس وعذب الوقع على الأذن. والإماتة، حين توضع في حدود الظّروف الحافّةَ بالمستعمل، وتُنْقَلُ من حيِّز الكلمة بالذّاَت إلى حيّزِ العلل الفاعلة، توضِّح كيف أن مماتاً لا يظلّ في مدرجة الموت، وأنّ حيّا لا يظلّ في زهزهة الحياة.

٤- الاشتقاق

يُظْهِرُ الشَّيخ العلايلي، في هذا الموضوع، منهجاً اجتهادِيّاً تجريبيّاً  ينهض على مفهوم ما يمكن اعتباره «براغماتيّةً لغويّةَ»، إن جاز مثل هذا التّعَبير. ويرى الشَّيخ العلايلي، في هذا المجال، أن تُعرَضَ المشتقّاَت من باب الاقتراح الخالص؛ فما استحياه النّاَس يبقى، وما أمسكوا عنه آل إلى المنحدر. ولعلَّ من أبرز الأمثلة على هذا ما كان من جهد للعلايليّ نفسه في اشتقاق لفظ عربيّ سليم بديلاً من اللفظة الأعجميّةَ لما يُعْرَفُ بـ «التّلِفزيون». وقد كان لي حظّ أن أسمع منه شخصِيّاً، في إحدى الجلسات الخاصَّة التي كانت لي معه قُبَيْل وفاته، حكاية هذا الاشتقاق. قال الشَّيخ العلايلي إنّهَ انطلق من اللفظ «رنا - يرنو»، الذي يفيد إطالة النّظَر إلى الشَّيء، ليشتقّ منه لفظ «مِرْناة»، تعريباً لما يعرفه ناس هذا الزَّمن بـ «التَّلفزيون». لكن جمهور النَّاس، وللأسف الشَّيخ العلايلي يومها، أبى الركُّون إلى «مرناة»، رغم كل ما فيها من عذوبة لفظ وسهولة أداء وسلامة تركيب لغويّ عربيّ،ٍ وآثر الإبقاء على «تلفزيون»، بكل ما فيها من عجمة لفظ وأداء وتركيب!

٥- الفصيح والعامّي:

اتّخَذ الشَّيخ العلايلي من هذا الموضوع الشَّائك والمثير لكثير من الجَدَلِ بين النّاَسِ، موقفاً هو ابن المنطق اللّغُويّ العام الذي تبناه شخصياً، والمنادي بحيويّةَ اللّغُة وضرورة استمرار تفعيل هذه الحيويّةَ في مجالات المعاصَرة الزَّمنيّةَ. ولقد رأى الشَّيخ العلايلي أنّ ما هو عاميّ، في كلام النّاَس، أو يُشَكِّلُ ما يُعْرَفُ بالمحكيّةَ، يمكن أن يعمل عليه اللّغُويون لتفصيحه وإدخاله حيّزِ الفصحى السلَّيمة، من غير ما إخلال بأصول هذه الفصحى على الإطلاق. ولذا، فإنّ الشَّيخ العلايلي كان يدعو إلى ما أسماه ضرورة العمل على «تفصيح العاميِّ».

د. منهج العمل اللّغُويّ

١- الشَّيخ المُنذِر

يمكن وصف ما قام به الشَّيخ إبراهيم المُنْذِر في المجال اللّغُويِّ من باب تصويب الأمور، أكثر مما هو من باب تطويرها. فالشَّيخ المُنْذِر اهتمّ بما كان يقوم به بعض أبناء مرحلته الزمنيّةَ من تعامل خاطئ مع بعض ألفاظ العربيّةَ، أكان هذا التعامل لجهة صياغة اللفظ أم لجهة متمّماته أو اللواحق؛ فكان يعمد إلى الإشارة إلى ما اعتبره تصويباً لما يقوم به هؤلاء، خوفاً منه على ضياع في أصالة استخدام اللّفَظ واللّغُة من ثمّ. وكأنّ الشَّيخ المُنْذِر في هذا المنحى كان يتابع ما قام به، من قبل، الشَّيخ إبراهيم اليازجي في مؤلّفَه الأشهر «نجعة الرّائد في المترادف والمتوارد» وفي ما أورده اليازجيّ في (تنبيهات)، (على محيط البستاني)، فضلاً عمّا قدّمَه في (لغة الجرائد).

إنّ نماذج هذا المسعى، عند الشَّيخ المُنْذِر، بارزةٌ بجلاءٍ كليّ في ما ورد في كتابه (عثرات الأقلام ومفردات اللّغُة العربيّةَ)؛ ومنها، على سبيل المثال لا الحصر، اعتبار الشَّيخ ألفاظ «وصَلَهُ» و«وَرَدَهُ» و«أهداهُ» خطأً؛ إذ الصَّواب فيها، كما يرى الشَّيخ المُنْذِر يكون في «وصَلَ إليه» و«ورد عليه» و«أهدى إليه». واللافت، ههنا، أنّ الشَّيخ لم يكن يَدْعَمُ هذا الذي يذهبُ إليه بواحدٍ من مراجع اللّغُة أو بتحديدِ منطقٍ يُبْنى عليه منهجُ الاستخدامِ أو يَتَوَضَّح. ولعلَّ طريقة الشَّيخِ هذه قد أسهمت في إيقاع صاحبها في بعض الهفوات التي انتبه إليها بعض محققي أعماله.

يُعتبرُ منهجُ الشَّيخ المُنْذِر، في هذا المجال، بسيطاً غير مُعَقّدٍَ؛ إذ كان جلُّ همّ صاحبه أن يوُرِدَ الاستخدام الخاطئ للفظٍ ما، أو لواحقِهِ أو مُتَمّ مِاتِه؛ دالاّ، عبر هذا الإيراد، على ما يراه هو استخداماً صواباً للّفَظ. فالشَّيخ المُنْذِر، والحال كذلك، مُصَوّبِ أخطاءٍ ومُصَحّحِ رصينٌ أكثر منه دارساً وباحثاً ومطوّرِاً في مجال العمل اللّغُوي يعتمد منهجاً أكَّاديميّاً يمكن الرُّكون إليه في متابعة ما لبناء اللّغُة العربيّةَ. وكأنّ الشَّيخ إبراهيم المُنْذِر، في ما جرى إيراده آنفاً، ناقدٌ لغويٌّ، يُصَوّبُِ ما بين يَدَيْهِ، ويَرْسُمُ إشاراتٍ لطريقٍ أفضل للَّذين سيُتابعون الدّرَب من بعده.

٢-  الشَّيخ العلايلي

اهتمّ الشَّيخ العلايلي باللّغُة اهتمام البَنّاَء بتشييد عمارةٍ يُرادُ لها الرُّسوخ والاستمرار، مُنشَغِلاً بها انشغال المِعماريّ يُرَمّمُِ بِناءً؛ مُثبّتاً، بترميمه هذا، لأُسسُِ البناء وفاتِحاً لمطارح جديدة له وأفنية وساحات فضلاً عن إضافة في مداميكه تُراعي أصالة الموضوع ولا تخون متطلّبِات التّجَديد والتّطَوير. ومن هنا، فإنّ الشَّيخ العلايلي كان، باهتمامه هذا، يقف في هذه السَّاح طامِحاً إلى مُحافظةٍ على أصالة اللُّغة؛ وناهِداً، في الوقت عينه، إلى تطوير فيها وتجديد وتحديث؛ الأمران اللَّذان فرضا، على هذا المنضوي تحت لوائهما ضرورة اتِّباعه منهجاً متميِّزاً بجديّةَ ومسؤوليّةَ.

يتوزَّع منهج الشَّيخ العلايلي على محطّاَت وجود وفعل عدّة تشكِّل، في ما بينها، لُبَّ اهتمامه باللُّغة وجوهر رؤيته لها وعِماد عمله فيها. فاللّغُة عنده ماضٍ لا بدّ من احترامه والحفاظ على منهج عمله، لا حبّا بالماضي وتقديراً له فقط، بل رغبة في المحافظة على التّوَاصل مع اللّغُة وبها عبر الأجيال وتوالي الحقب الزَّمنية. والحاضر، عند الشَّيخ العلايلي، ضرورة تدعو بإلحاح إلى معاصرة للّغُة وحداثة فيها لا بدّ منها للتّوَاصل مع الزَّمن الرَّاهن بكل ما يحمله من جديد وتحدّ عبر هذا الجديد. واللّغُة، عنده أيضاً، بوَّابة تُحَضِّرُ لاستقبال الآتي من الزَّمن والتّفَاعل الإيجابي أو السَّلبي مع ما قد يقدّمِه إلى مسيرة العيش الإنساني المستمرَّة. ومن هنا كان على الشَّيخ العلايلي أن يتّبَع منهجاً مركَّباً، شديد الإحساس بالماضي والتّبَصُّر به، وعظيم الاهتمام بالرَّاهن والتّعَامل معه، من غير ما إغفال للمُقْبِلِ، ولكن ضمن شروط من الموضوعيّةَ العلميّةَ وعبر مقاييس من صُلب منطق بناء للّغُة متكامل في ما بينه قادرٍ على حمل مسؤوليّةَ ما يعمل عليه وينهدُ إلى تحقيقه وتفعيله.

الشَّان حيال اللّغُة، عند الشَّيخ العلايلي، ولا سيما ماضيها، هو الشَّان حيال أي موضوع آخر داخله الغموض والتّعَقيد. لذلك لا يرى الشَّيخُ اعتماد منهج التّقَرير والقطع، وإنما مبدأ السُّؤال والمشاركة في التّسَاؤل. فالتّقَرير القاطع في جوهره، عند الشَّيخ العلايلي، التزام لتقاليد فكريّةَ معيّنَة، وهو توقّفُ وجمود مهما اتّفَق وجاء منه. أمّاَ التّسَاؤل، بمعناه المنطقي، فهو، بنظر الشَّيخ العلايلي، مواصلة تجربة عقليّةَ ظامئة لا تدع شيئاً على أنّهَ انتهى. ومن هنا، يبني الشَّيخ العلايلي المدماك الأوَّل والأساس في منهجه اللّغُوي عندما يقرّرِ أنَّ اللّغُة، وهي مفعول طبيعي اجتماعي، لا تقاس بالفرضيَّة، بل العكس هو الصواب، أي قياس مقدار سلامة الفرضيّةَ باللّغُة.

لعلَّ في تعامل الشَّيخ العلايلي مع لفظ «اخر» ما يمكن أن يقدّمِ أنموذجاً عن بعض منهج الشَّيخ العلايلي وطريقة تفكيره وعمله في المجال اللُّغوي. فالخطوة الأولى للشَّيخ في انطلاقه للبحث في لفظ «اخر»، تبدأ من الوحدة الاشتقاقيّةَ الكبرى للّفَظ ومن حكاية تطوُّر هذا الجذر.

يرى العلايلي أن الوحدة الاشتقاقيّةَ الكبرى لـ «اخر» تكون في نقطة تلاقي «المُنْطَبِق» بـ «المُنْفَرِج» أو «المُقيّد» بـ «المُطْلَق»؛ ولذا، فإنّه يرى أنّ القومَ اشتقّوُا من «اخر» «الآخرة» لِدارِ البَقاء؛ ويُرجّحِ،ُ ههنا، أنّهَا، بهذا المعنى، مجازٌ مُرْسَلٌ، باعتبارها ما يؤول إليه الأمر. ويرى العلايلي أن الأشبه، في هذا المجال، أن يكون معناها القبر؛ بملحظ أنّهَ نقطة التقاء الحياة المُقَيّدَة بالعدم الفسيح. ويرجّحِ العلايلي أنّ المعنى الأقدم، للّفَظ، هو القبر، أي الرجوع إلى رَحِمِ العدم وهاوية الظلام؛ بل إنّهَ يرى في هذا ما عبّرَت عنه جملة العربي «إن هي إلاّ أرحام تدفع وأرض تبلع».

يلاحظ العلايلي، ههنا، ما في هذه الجملة من تماسك معتقدي، خصوصاً إذا ما أخذ المرء بعين الاعتبار أنّ الأرض كانت الأم الكَوْنِيّةَ. فالمرء، وكما يتابع الشَّيخ، إنّمَا يخرج من رَحِمٍ إلى رَحِمٍ؛ ومن هنا يتّسَق عند القارئ، وفاقاً للشَّيخ، «كيف اشتقوُّا الآخرة، أي القبر، بمعنى رحم الأم الأخرى»، معتبراً أنّ مجيء الدّيِانات ارتقى بمعنى اللّفَظة هذا الارتفاع الأسمى، ومعتبراً أنّ برهان ما يراه في هذا يكون بالنّصَ القرآني الذي يُقرّرِ مبدأ الحياة في الآخرة بقوله «وإنّ الدّاَر الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون».

يشير الشَّيخ العلايلي إلى أن استخدام النّصَ القرآني لوزن فعلان، دلالة على الحركة وتأكيد على أنّ الآخرة، هذه، ليست حياة فقط بل حياة ناشطة كلها الحركة. ويتابع العلايلي، في هذا المجال، دالاّ على أنَّ هذا الجذر استقرَّ ليدلَّ على المتعيّنِ المقابل لمتعيّنِ آخر مطلقاً، زمانِياً كان أو مكانيّاً. ولقد حُفِظَ هذا الجذر، وفاقاً للعلايلي، في صيغة «الفِعل» مزيداً فقط، وكَثُرَ فيه «فَعَّلَ» و«استَفْعَلَ» و«تَفَعَّلَ»، فكانت أخَّر تأخيراً وتأخِرة فهو مؤخَّرٌ، أي جعله خالفاً وتالياً، و«أخَّر عنه» أي دفع من جاوزه في طريقه، ومن الكنايات «أَخِّر عنّيِ» بمعنى خلِّ رأيك لنفسك وأحبس عنّيِ نصحك، و«أخَّر الزَّائر» بمعنى أهمله وتركه ينتظر، و«الدّاَئن» أمهله و«المستنجز» سوَّفه. ويخلص الشَّيخ إلى أن الجذر في كلِّ مشتقاته هذه وسواها، إنّمَا يعيش اليوم في معانيه المولّدَة من دون معناه الوضعيّ الدّقَيق؛ على أنّ هذه المعاني، وإن تكن مولّدَة، فهي ذات حظّ من السَّلامة اللّغُويّةَ.

لعلَّ بالإمكان تقديم إيجاز ما لخطّةَ عمل الشَّيخ العلايلي في هذا المجال، بالقول إنّهَ كان يعمد إلى ما يمكن اعتباره التّحَليل الحرفيّ للجذر بالرجوع إلى المقطع الآحادي، فالمقاطع الأحاديّةَ خطوط عريضة للّغُة التّفَصيليّةَ. وهو يوضِّح هذا بأنموذج تحليليٍّ يُقَدّمُِهُ للفظة «فكر» إذ يقول إنّ كلمة «فكر» تتألّف من:

- الفاء، التي تفيد معنى الانظراف أو الظّرَف.

- الكاف، التي تفيد معنى الاستدارة بشكل بيضي.

- الرَّاء، التي تفيد معنى الانتشار أو النّفَاذ بحسّ حي.

ومن هنا، يستنتج الشَّيخ العلايلي عدداً من الأمور لعلَّ من أبرزها:

- أنّ المعنى المركَّب للجذر هو المنظرف في مستدير بيضي «الجمجمة» النّاَفذ إلى ما وراء الحواجز والأبعاد، بحسّ حيٍّ أي مدرك.

- المعنى القديم للفكر هو الرَّأس، ثم نقل مجازاً مرسلاً بإطلاق  المحل وإرادة الحال إلى عمل العقل والإدراك.

استنتاج

لعلَّ في هذا الجزء الموجز، من المقابلة بين عمل لبنانيّيَن كبيرَيْن في المجال اللّغُوي، ما يؤكِّد:

1 - لم يقف اختلاف منطلق الانتماء الدّيِنيّ والاجتماعيّ بين توافق عمل الشَّيخ المُنْذِر والشَّيخ العلايلي على حفظ العربيّةَ ونهضتها؛ ولئن انحصرت مؤلّفَات الشَّيخ المُنْذِر اللّغُويّةَ في كتاب واحد، واستغرقت أعمال الشَّيخ العلايلي عدّةَ كتب ومعاجم، فلعلَّ السَّبب في هذا أنّ الشَّيخ المُنْذِر لم يتفرَّغ للشَّأن اللّغُوي تفرُّغ الشَّيخ العلايلي له، وأن الشَّيخ العلايلي تفرَّغ للتّخَصُّص في المجال اللّغُوي بما أتاح له تَمَرُّساً في التّحَليل والتّنَظير لم يكونا للمنذر.

2 - إنّ ما يمثلّهِ جيل الشَّيخ ابراهيم المُنْذِر من فعل تأسيس للنّظَر في أسس مفهوم وجود اللّغُة العربيّةَ ومعناه عند اللبنانيين، ينحو به جيل الشَّيخ عبد الله الشَّيخ العلايلي، وبالشَّيخ العلايلي نفسه، باتّجِاه التّعَميق وتركيز أبعاد رؤية فلسفيّةَ له.

3 - وَحّدََت الرُّؤية، المبدئيّةَ والاستراتيجيّةَ إلى العربيّةَ، بين الشَّيخَيْنِ؛ بكلِّ ما في هذه الرُّؤية من أبعاد وطنيّةَ وقوميّةَ وإنسانيّةَ ومعرفيّةَ.

4 - يَشْهَدُ عملُ الشَّيخَيْنِ لتقدّمُ الدّرَس اللّغُويّ العربيّ في لبنان، وتَعَمّق توجّهُاته خلال السَّنوات المئة والتّسِع والثّلَاثين المتواصلة التي استغرقت حياة الشَّيخ المُنْذِر والشَّيخ العلايلي معاً.

ارتكزت الدراسة على المراجع الآتية:

١ - إبراهيم المُنْذِر، «عثرات الأقلام ومفردات اللّغُة العربيّةَ»، تحقيق د. أسعد نصر الله السكاف، إعداد جمعيّةَ المُنْذِر الثقافيّةَ الاجتماعيّةَ، الطّبَعة الرَّابعة، ٢٠٠٦

٢ - عبد الله العلايلي، «دستور العرب القومي»، منشورات دار الجديد، بيروت، الطبعة الثانية، ١٩٩٦

٣ – عبد الله العلايلي «المعجم»، موسوعة لغوية علميّةَ وفنيّةَ، طبعة دار الجديد، بيروت، ١٩٩٧

٤ - عبدالله العلايلي، «من ينقد عليك هو كمن يؤلّفِ معك»، مجلّةَ الفكر العربي، بيروت، العدد 72، 1993.




غلاف كتاب «كتاب المنذر في عثرات الأقلام ومفردات اللغة العربية»


غلاف كتاب «مقدمة لدرس لغة العرب» 


  رئيس المركز الثقافي الإسلامي