بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 تشرين الأول 2018 12:58ص إتحاد الكتّاب العرب يناشد رديفيه من المحامين والناشرين لرفع دعوى ضد الدار الإسرائيلية «رسلينغ» بتهمة السرقة...

حجم الخط
هل ينجح العرب في رفع دعوى مشتركة ضد الدار الإسرائيلية للنشر (رسلنغ) بتهمة السطو على إنتاجات أدبية عربية والتصرف بها ترجمة إلى العبرية وتوزيعها على نطاق واسع، من دون موافقة أصحابها بعدما أحصيت 45 رواية لـ 45 كاتبة صدرت في كتاب بعنوان: «حرية».
الأمين العام للإتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الشاعر الإماراتي حبيب الصايغ، حرك هذا الموضوع من خلال رسالة بعث بها إلى أمين عام إتحاد المحامين العرب، ورئيس إتحاد الناشرين العرب، داعياً إلى جهد مشترك لرفع دعوى تقول للعالم، وخصوصاً تلك المرجعيات التي تحمي حقوق المؤلف والمبدع، بأن هناك سرقات علنية تجري من دون أي حراك لمحاسبة المسؤول عن موضوع الترجمة (بعد أيام على اليوم العالمي للترجمة) ويدعى «ألون فراغمان»، وهو يمارس عمله في جامعة بن غوريون كمنسق دراسات اللغة العربية في قسم دراسات الشرق الأوسط، كونه هو المسؤول عن عمليات القرصنة والسرقة المتمادية والتي تضر بمصلحة كاتبات الروايات وتمنع عنهن بالمقابل إمكانية الإستفادة المادية من هذا الموضوع.
لا شك أن الأمر وصل حدوداً غير مقبولة، خصوصاً وأن أحداً لم يأخذ رأي صاحبات هذه المؤلفات في الموافقة على الترجمة إلى العبرية، مع كل ما يحمله هذا التصرف من رعونة وتجاوز لحقوق المؤلفين، فالمسألة فيها عداء، وفيها حقوق، وفيها شرف مهنة.
الأمين «الصايغ» قال في رسالته:
«انطلاقاً من مسؤوليتنا القومية أولاً، ومن موقفنا الثابت لرفض التطبيع الثقافي مع العدو الصهيوني بكل أشكاله، ودورنا القانوني للدفاع عن الأدباء والكتاب العرب في كل مكان ودفع أي ضرر قد يحيق بهم، فإن الاتحادات الثلاثة مطالبة بالتحرك الفوري، إستناداً إلى التكامل بينها وأن الموضوع يدخل ضمن إهتمامها جميعاً فضلاً عن البعد الوطني الرافض للتطبيع الذي يجمع كل النقابات المهنية في الوطن العربي».
أضاف: «هناك ضرورة أن تتضمن الدعوى القضائية الدولية المطالبة بتعويضات مناسبة للكاتبات اللواتي تضررن من الترجمة دون الحصول على موافقتهن، وسحب الكتاب ومنع توزيعه، وإدخال المنظمات الدولية المعنية بحقوق الملكية الفكرية طرفاً في الموضوع، لردع المعتدي من تكرار فعلته في المستقبل».
مبادرة «الصايغ» تجيء في محلها، وإن كانت متأخرة عن سياق الاهتمام العربي بموضوع إغتصاب إسرائيل مداد عقولنا وعصارة قرائحنا، والتصرف بها أمام العالم من دون حسيب، بينما بوجود رقيب يجب ألا يسكت أو يمرر هذا الإعتداء الفكري على نتاج أديباتنا، في وقت ندرك فيه أن إسرائيل تعتمد خطة ممنهجة للسطو على ما يمكنها من مقدراتنا ومقومات فكرنا، خصوصاً في مجال الفنون حيث لجأت من زمان إلى تسخير كامل أدواتها ومنابرها لهضم حقوقنا في مجال الغناء، والألحان، ونسبة العديد من المدارس الابداعية إلى أصول يهودية، في محاولة لحجب الإهتمام العالمي بما نبدعه، فهذا كل ما في الأمر، بحيث يبقى الفعل اليهودي هو الأول والوحيد في مواجهة حالة خواء عربية مستشرية.
إن إثارة موضوع سرقات العدو لأديباتنا له، يحتاج إلى دعم على مختلف المستويات، خصوصاً في مجال إعلامنا الفضائي المهتم بالرقص، والأخبار الفنية السطحية، وبعض الأسماء غير الجديرة بالاهتمام لمصلحة فلان أو فلان، وفي كل الحالات تستمر صورة السطو العلني حاضرة في الأذهان والأسماع من دون حراك له صدى، لأن مقالة من هنا، وصرخة من هناك، لن تجدي، فالجريمة كبيرة، والمجرمون لهم باع طويل في مجال إغتصاب الحقوق، لذا وجب إستنفار كل القوى والحيثيات للضغط والفوز باستعادة ما سلب بأي وسيلة.