بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 آب 2022 12:00ص إدراك قيمة الألوان ضمن الإيقاع البصري في لوحات الفنان سيمون حبيب صفير

من أعماله من أعماله
حجم الخط
يرتبط مفهوم الألوان في لوحات الفنان «سيمون حبيب صفير» (Simon Habib Sfeir) بالموسيقى الضوئية، وبحاسة اللمس بصريا المرتبطة بالتدفق اللوني والتلاعب بالضوء. إذ يمنح الفنان «سيمون صفير» لوحته لمسة تلقائية وعلى عدة مستويات بين السماكة والشفافية ومفارقتهما الإيجابية والسلبية، وبثنائية التماوجات التي تتشظى من خلالها الوحدات أو النبرات الإيقاعية، وبفسيولوجية تتضمن عدة نقاط لإيقاعات ومراحل هي تدرجات مختلفة لأصوات اللون والضوء معاً بعيداً عن الضوضاء والتوازيات بين الأشكال المختلفة في مراحلها التجريدية، رغم التشكلات ذات التخصصات الإيقاعية المشحونة بترددات كل لون، وتأثيره بصريا على ذهن المتلقي، لهذا من يتأمل لوحات الفنان «سيمون صفير» لا بد وأن يملأ رئتيه بشهيق طويل وزفير قصير، وبكفاءة الأنفس التي تشعر بسعادة غامرة، سببها الضوء المتغلغل بين الألوان وفق تراتيبية هي إيقاع يستغله، ليمنح لوحته جمالية خاصة لإيقاعات مشحونة يمكن من خلالها إدراك قيمة الألوان ضمن الإيقاع البصري حيث تتمدد الأشكال تحت تأثير الأبعاد المرئية والأخرى الوهمية، ومن خلال الموسيقى الداخلية المتوائمة مع النبض اللوني ضمن الفضاءات التي تتسع لا شعوريا عند التغلغل في التفاصيل، وبحيوية منتظمة ومتجانسة، تؤسس لبنية تجريدية هي واقع اشتقاقي لصور متخيّلة ترفع من قيمة الإيقاعات، بما يتناسب بصريا مع جوهرية كل مسافة تنفصل من خلالها الألوان وتندمج مرة أخرى، إلا أنها وفق طبيعة حركية تنظيمية النغمة ما بين البارد والحار وفق شاعرية تشكيلية ذات منحى تكويني ينتج عنها ضوئيات أو الأحرى إشراقات من منظور جمالي يتجلّى في التناقض الحركي، ومنظور العمق بين الداخل والخارج بين السهولة التلقائية للريشة، وقدرة الفنان القادر على أن يكون أكثر حزما مع الألوان. بمعنى يعاند نفسه ليبعدها عن عاطفة اللون والانجرار خلفه، لينظمه في تجريد هو إدراك إيقاعي لخلق قوة بين التناظر والتناغم والتضاد، وهو سُنة الطبيعة في إطار استمرارية جماليتها في مشهد فني تشكيلي مؤطر في تحولات هي انقلابات جذرية للضوء المفاجئ، الذي يحثّه على الاستمرار في تشكيل يرتكز على الإيقاع ومستوياته، بصرف النظر عن السياق النغمي لكل لون تتضح من خلاله تشكيلات الضوء الممتعة للبصر، ليؤلف من خلال اللوحة سمفونية ذات جمالية بصرية تبهج النفس وتسمح للبصر بالاسترسال لبلوغ قمة الجمال الضوئي وتأثيراته على الألوان كافة وفق عدة مستويات نغمية. فهل كل نمط من أنماط اللون في لوحات الفنان «سيمون صفير» هو أداة تجذب البصر نحو العمق لتستريح النفس عند رؤية اللوحة ؟
تجذب استثنائية إشراقة الألوان وفطرتها المتأمّل للوحة الفنان «سيمون حبيب صفير» إذ يميل الى التأثير النفسي الهادئ والصاخب في آن، لتحرير كل لون من إشكالية اندماجه بالآخر والمتأثر بالألوان الحارة والباردة، ضمن التلاعب الدرامياتيكي بالأنماط ووظيفتها الأساسية في التأثر والتأثير. مما يجعل من حالات اللون العاطفية مثيرة للاهتمام البصري سواء كان من الممكن التعرّف على العناصر والانماط أو للايحاءات وتحليلاتها بعيدا عن عشوائية التجريد التشكيلي ونغماته الصامته، وحتى إيقاعات كل لون وحالته النفسية عند منحه شفافيه أو سماكة أو حتى الملمس التحسسي بصريا، وفق تكوينات غنية بجمالية الطبيعة البكر الباحث عنها في لوحاته وإيقاعاتها البصرية المختلفة ما بين علو وانخفاض أو بين داخل وخارج، وبالتالي هي قوة حاسمة لمصطلحات تتعلق بالحالة المزاجية للريشة وقوة تركيزها لاشعوريا على الفكرة التي ينطلق منها فنيا. فهل التنغيم اللوني يرتبط بالأنماط التجريدية وعناصرها التكوينية ومرونتها في تكوين الحركة؟ وهل يعزز ريشته بضوء تفاعلي ليغذي خطوط التعبير عن النفس وتنوعاتها بعيداً عن التعقيدات؟