قالت لي لماذا يا أمي العذاب ولم يعد أحد يقرأ الكتب
بوجود التكنولوجيا الحديثة للهاتف كل شيء فيه خصب
يعطيك كل ما تبتغيه من معلومات وصور عن كثب
يا أمي الأجيال الحالية والآتية لا تعرف السير بهذا الدرب
انه من الماضي الذي لن يعود وقد أصبح أرضاً جدب
صدمتني إبنتي برأيها ليتها تعلم مستقبلًا ما هو المرتقب
الجهل في من يجهل ضرره المؤذي من الرأس حتى الركب
ربما لا أحد يدري على مدى السنوات نوره ساطع اللهب
لهب على الذاكرة والأفكار في الرأس ستصبح في حالة عطب
وعلى مدى سنوات تضعف ذاكرته فالمخ يضطرب
لا شيء يا إبنتي أجدى وأنفع من الكتابة والقراءة بالكتب
ولا تنسي أن أول آية أُنزلت في القرآن اقرأ لا عجب
وآية ثانية نون والقلم وما يسطرون كلام الرب
وللذين يهملون الكتاب سيصبح مرجى الغوث عنده مرتقب
فهذا الهاتف الذكي الخبيث دخل كل منزل فطغی وخرب
الخصوصية فقدت بكل منزل وصارت للمتطفل أكبر مكتسب
ليعرف عنك كل ما يريد ويكون للغير ربما للاحتيال والنصب
لا بديل عن مواصلة الكتابة والقراءة والشعر والأدب
كي لا يصل الإنسان لحالة النسيان الكلي من خلل وعطب
أنا لا يهمني بما حدث من تقدّم الكتاب لي هو المأرب
والكتاب هو الماضي والحاضر وما زال على قلبي الأحب
لذا يا ابنتي بنصيحتك لي وجدت في نفسي عليك عتب
لأنك تعلمين أن الكتاب واليراع بالنسبة لي كالماء العذب
هواية فخورة انا بها والحمد للّه سبحانه الذي لعقلي وهب
هواية القلم والكتاب والقراءة هوذا لي أنفع مكسب