ثقافة

ألا ليت شعري ماذا أقول فيك يا صاحب القلب الرقيق

لُفِظت أنفاسي بقولك ستهاجر وتترك الأهل والصديق

ماذا أقول ودونك الحياة معنا لا طعم لها ولا لون ولا بريق

كيف تترك الوطن وطيلة حياتك هو لك الأخ والأب والرفيق

هو من احتضنك طفلاً ويافعاً وكان معك أعزّ من الشقيق

هو من شربت من مائه وأطعمك من أرضه خبز الدقيق

أين اخلاصك ووفائك أين حبك للأرض والتراب الوثيق

كنتَ تحبه وتفتخر به يوم كان جماله فتّاناً كاللالیء تنسيق

اليوم وهو مثخن بالجراح محطّم القلب كطفل بالبحر غریق

بحر الآلام والأوجاع غائباً عن الوعي ومن عذابه لا يستفيق

تتركه وتهجره لا لست أنت من يفعل هذا أنت الأصيل العريق

أنت من يجب عليك أن تقف بجانبه وقت الحاجة والضيق

وتضمد جراحه لا أن تتركه تنعيه بكلام كالضفدع نقيق

يا بني يا حبيب قلبي لا تفكّر بالهجرة لا.. لا تختار هذا الطريق

هنا وطنك وحياتك هنا جنی عمرك هنا منبع حبك العميق

اصمد واصبر ولا تيأس لا تدعه يباع في سوق الرقيق ليتلقفه الأعداء ظنّا منهم يستطيعون لأهدافهم تحقيق

سيعود ان شاء الله بفضل الأشراف لیداووا كل شق وتخزيق

ويعود لبنان الوجه الجميل بعد شفائه من كل شرخ وتمزيق

يا بني استحلفك بالله لا تفكر بالرحيل وبالطائرة تحليق

لو صممت على السفر سيلتهب قلبي ناراً كإلتهاب الحريق

أنت إشراقة شمسي ونور حياتي وحبي لك يا بني عميق

لبنان بعدك بالنسبة لي ظلام كمن هوى إلى خندق غميق

تأكد لبنان لا يموت والتجارب شاهدة لأنه كطائر الفينيق

ابق في الوطن لا تهاجر الى أن تراتي يوما من نومي لا استفيق