بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 كانون الأول 2022 12:00ص إلى الحكماء!

حجم الخط
في هذا الجو الكالح الرهيب، هل يشرع أقطاب الحركة الفكرية من أبناء الوطن، يسعون ويعقدون الاجتماعات تحت ستار صفيق من الخفاء والكتمان، ورائدهم إنقاذ البلاد من محنتها، فقد كفاها ما لقيت من عنت وعسف وطغيان...وحدها حكمة الحكماء شأنها أن تحرّرنا مما نتخبط فيه من مصائب.
الحكمة نور العقل وشعاعه الوهّاج، والحب ضياء القلب ولحن الوجود الخالد.
أيها المقيمون في الذرى، يا من يبحثون عن الحقيقة الحقيقية، هل عثرتم عليها واهتديتم إليها؟ الحقيقة الحقيقية هي الجوهر الذي انفجر منه هذا الوجود. هي العلّة الأولى التي أوجدت الكون وقبس النور الأول الذي أضاء العدم.
لا أزال أبحث عنها منذ عام ١٩٦٨ في كل مكان... وراء كل أفق، وفي حنايا كل منعطف، وعلى شاطئ كل بحر، وقرب كل برعم يتفتح لنسمات الفجر، ويبسم لأنوار الصباح، ولكن، هل أجدها وأحظى بمعانقتها؟ لو بلغت الحقيقة أذهان الشعوب لزالت أسباب الثورات.
فيا أيها المعتزلون في الصوامع الوادعة، والمنقطعون الى التأمل والفلسفة والآداب، والباحثون أناء الليل وأطراف النهار عن حقيقة وجودكم، هل أدركتم ما تنشدون؟ أم تراكم لا تزالون سائرين وراءها في شوق وهيام؟
لا يعيش الأديب الأريب إلّا تحت ظلال الحق والخير والجمال. انه مؤمن بحقيقة وجوده، إيمانه بالله، وبفائدة هذه الشمس المتألقة في قبة الفلك.
ما تلوت حكمة من حكمكم، أيها الفلاسفة والأدباء، إلّا أصابني الخشوع وانهمرت مني الدموع. فلِمَ تبكي عيني ويخشع قلبي، عندما أصغي الى آيات ابداعكم؟ اغمدوا أقلامكم في قلوب الظالمين والمارقين من الدين وإلّا، فاغمدوها في قلوبكم!

أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه