بيروت - لبنان

اخر الأخبار

24 تشرين الثاني 2022 12:00ص إلى السياسيين

حجم الخط
يوم بلا عزيمة وحب، حداد في رزنامة العمر!
عليكم أن تحيوا كل يوم كأنه يومكم الأخير...
زاولوا أعمالكم في جدّية كأنكم تعيشون أبدا من أجل سواكم، وكأنكم تموتون غدا دون سواكم.
تذكّروا كل يوم انكم على سبيل الإعارة، وان هذا القصر المنيف ومنحدر التل ذاك وتلك الدقائق العابرة هي كلها في عقد إيجار سطر معكم وليست قط هبة حصرية لكم، فلا تطمعوا بالمزيد لهوى في النفس. فالطمع يدنّس حتى ثيابكم، وملء إهابكم الكبرياء والتسلّط. ان كل عطية هي من بارئ الأكوان، فلا تكونوا كأجدادكم وأجدادهم أهل حسابات ومقايضات. عززوا الصناعة والزراعة أكثر من تعزيزكم التجارة. الصناعة ذوق وإبداع والزراعة تواضع وتجدّد حياة وانتماء. والمال وحده مقيت ما لم يؤازره فرح التضامن والعطاء. عودوا الى الطبيعة المتماسكة الوادعة تنقذوا وطنكم من الغش والخداع.
تفادوا الارتباك والهروب والتصنّع وانظروا الى كل شيء كما لو كنتم ترونه أول مرة والمرة الأخيرة. عندها يترنح زمانكم مجدا وكرامة. والأولى بكم ألا تنتظروا جزاء ولا شكورا لأنكم خدّام الأمة أولا.
كل يوم حياة جديدة فاحيوه بأهازيج الحياة وسمفونيات الخلود. فمن يبدّد يومه يكن مسرفا بائسا ميؤوسا منه. انكم وشعبكم إلى مائدة الكون لتلتقوا وتقتاتوا وترتقوا. فلا تكسلوا تلقوا خيرا لكم ولشعبكم. اغدقوا العطاء تهنأوا، والآخرون على درب هدوئكم وهدايتكم. لا تدعوهم يصرخون في ضميركم الميت. واضربوا بحدّ السيف إن كنتم تدافعون عن أنفسكم وعن أوطانكم. وسلام على سلماء الروح.

أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه