بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 آذار 2023 12:00ص إلى الشرفاء والعقلاء!

حجم الخط
سلاسل الاستعباد سلاسل، أكانت من ذهب أو من حديد! وإذا لم يكشّر الذئب عن أنيابه، نبحت عليه الكلاب.
أن تكون شريفاً عاقلاً، في مجتمعاتنا علی الخصوص، أمسى أمراً مُهيناً. ولكن، من الأسهل على الإنسان أن يكون شريراً عنيفاً من أن يكون شريفاً عاقلاً.
أن يتجلّى إنسان فَرد شريفاً عاقلاً، ليس من قبيل الغريزة أو الجبلّة. المسألة تقضي له جهداً موصولاً وذكاء ومحبة ونضجاً. والشرفاء العقلاء ليسوا بسطاء العقول بل بسطاء النفوس. انهم يكنهون طبيعة الإنسان: حاجاته وتوقعاته. ولكن معرفة الحقيقة وإعلانها يزعجان «الآخرين»! وقد يخرجانهم. هذا في بلاد الناس!
الشرفاء والعقلاء، تحت كل سماء، يحترمون أنفسهم أولاً وتالياً يحترمون الآخرين ويعزّزون أسباب الحياة الكريمة في مجتمعهم.
في زحمة فوضانا الإجتماعية والسياسية الصارخة، وفي هذا الغليان الكلامي العنيف، وفي زمن يعتقد فيه شعبنا عموماً ان الزعيم من صلب الآلهة، وان بين يديه رقاب العباد ومقدرات البلاد، ينبغي أن يطلق شرفاؤنا العقلاء صيحة من أعماق قلب أقوى من الفولاذ لحثّ شعبنا على التكاتف والتآلف والنضال من أجل المواطنة الحضارية المهضومة الحق المهيضة الجناح.
ليسعَ الشرفاء العقلاء الى الاستقلال الداخلي. ليلقّنوا في كتاباتهم ومواقفهم مبادئ الحرية الفكرية والاجتماعية ليمسي كل مواطن خيّراً صادقاً أبيّاً يمتاز بعقيدة طاهرة كالزنبق رفعية كالسماء ثابتة الأركان كالراسيات لا يؤثر فيها اغراء ولا استرضاء ولا يلين من صلابتها تهديد ولا وعيد. وهذه العقيدة القوية النقيّة تقضي لهم التنّبه الى ما يحيط بهم وحثّهم على المطالبة بحقوقهم. فاللبناني يحب أن يـظلّ لبناني القلب عربي الوجه واللسان، مهما قست الأحوال، ومهما نازلته النوائب والمصائب.
نسعى لقيام حركة تصحيحية حقيقية فاعلة منذ أمد بعيد. ونرجو أن تنمو هذه الحركة وتشتدّ لتغدو مثلاً يُحتذى في العالم العربي. وبذلك تغتبط أرواح آبائنا وأجدادنا وأولئك الذين استشهدوا في سبيل لبنان وحدَه.

أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه