من أخلاق حميدة وآراء سديـدة اخترت مهنـة فأحسنت الاختيـار
ومـن شعـار المهنـة الإنسانيـة أنـت لهـا لأنـك من الأخيـار
لإختصاصك طـب الشيخوخـة وأنت المعـروف ولك الاعتبـار
لمعالجة كبـار السـن ونفسيتهـم أنـت أهـم مـن كـل مسـتـشـار
ومن هدوئـك وابتسامتـك ولطفـك خيـر عـلاج وخيـر عـقـار
ومن نصائح نابعة من ضمير حيّ أنت كبساتين من طيب الثمـار
وتواضعـاً فـي تبــادل الحديـث بعفويـة وتفهّـم وانصـهـار
مع كل ما يقولـه المريض مبتسمـاً له واثقـاً دون اغتــرار
فيرى المريض نفسه في ربيع العمـر كشجـرة ذات اخضـرار
ومـن حسن تبــادل الحديث معـه مـستمـعـاً ذي اصـطـبـار
تأكيـداً من معانـي الكلمـات لتعرف المقصـود للإختبـار
اختبار المريض من حديثـه حتى بعد تفكير تجيـب لأخذ القـرار
فتصبـح الجلسـة معك أيها الطبيب الإنسانـي كالمسـك انتشـار
لأنك تعطـي الأمل للمريـض فيشعر نفسه من شبـان الأعمـار
يا من تضـيء الشمـوع لمن يذرفـون الدمـوع كأنك دثار
متدثـراً بثـوب ملائكـة الرحمـة ومعتمـرآً الإنسانية اعتمـار لأنك كالغيث الذي يروي الأرض العطشى من أعذب الأنهـار
ومن لطف حديثك تزيل الدجـى عنه فتشعّ من عينيـه الأنـوار
أيها الطبيب الإنسانـي هذا قليـل من كثيـر فأردت الاختصـار
لو أريد تعداد مزايـاك الفاضلـة وأردت وصف الحـق إكثـار
لجفّ المـداد(1) وما استطعت ان أفيك حقـك لأنك تبعث للإنبهـار
في زمن أفلت الإنسانية من النـاس سواء الصغـار أو الكبـار
حماك الله تعالى وأكثر من أمثالك وأبعد عنـك شر الأشـرار
1) المداد: الحبر