بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 آذار 2019 12:04ص إلى العزيزة رندة برّي السّنا والسناء

حجم الخط
سرتُ في الفيافي(1) وتأملت كثيراً في مساحات الصحراء
فوجدت رحابة صدرك أوسع وارحب من كل بيداء
وتججولت في مروج الازهار وبين الأشجار الخضراء
فاشتممت فيح عبير المسك والعنبر والورود الحمراء
فعرفت انك كنت تتجولين فيها من عطرك المنتشر في الهواء
ونظرت إلى النجوم المتلالئة على مدى وسع السماء
فرأيت نورك يضيئ أينما كنت اجمل من ليلة قمراء
لأن كل اعمالك الخيرية المشهودة هي بشرة بشْراء
وكل ما نراه من طيب الأخلاق على وجهك الوضاء
ومن صبرك على العمل يلوح على محياك السّنا(2) والسناء(3)
لعمرك ما تغيبتِ عن فعل الخير ولا لأي سائل إلغاء
حولت بعض الأمكنة إلى جنة بعدما كانت جرداء
بنيتِ الحجر بأروع هندسة وجعلتيها للمحتاجين والفقراء
جمعتِ فيها كل العلوم كافة للمعوقين والمرضى للشفاء
للذين بحاجة للعلم من المعوزين والمجتهدين والعقلاء
لم يخيب أحد آمالك من الجود والكرم والعطاء
وقد رأوا بأم العين ما فعلتيه من أروع بناء
استعنتِ بكل من آمن بالعمل الراقي الإنساني المعطاء
تجتازين المسافات مهما بعدت بأجنحة من نور دون إبطاء
ورغم منزلتك بقيتِ الانسانة المتواضعة من غير استعلاء
احبك النّاس بكل شرائحهم ومذاهبهم من غير استثناء
يا عزيزتي أنت مثلي الأعلى اتكلم عنك برأس مرفوع وكبرياء
والجميع يُدرك ما اقوله دون غاية ولا مأرب ولا رياء
وأصبح الجميع يعلم مدى محبتي وافتخاري بك يا أعز الأعزاء
احببتك لكل مزاياك الحميدة وصار حديثي عنك مع الجلساء
ادامك الله تعالى بكامل الصحة والعافية وابعد عنك كل بلاء

1 - الفيافي: الصحارى الواسعة لا سكن فيها، 2 - السنا: نور القمر، 3 - السناء: الرفعة والعلو.