يا لها من ساعة جميلة ساعة يجتمع فيها الأبناء
في أوقات محدّدة يأتون يومياً سوياً أو تباعاً كل مساء
عندما أراهم يرقص القلب طرباً وفرحاً وسعادة وهناء
أبنائي الأبرار الأحباب هم للوالدين أوفياء
أراهم كربیع ممرع(1) غدق(2) وفي وجودهم كل السرّاء
وحديثهم مع الوالد من زواهر الكلام المفيد الزهراء
عن نتائج أعمالهم المثمرة وما فيها من متاعب وأعباء
ويغضّون النظر عن كلام مزعج بالعمل لتبقى الجلسة صفاء
ويطول الحديث عن كافة الأعمال بعيون ملؤها الضياء
ليضاء قلب والدهم زهواً ناظراً إليهم فخراً وبهاء
يرشدهم بعض الأحيان للأنجع والأنفع والوفراء
يأخذون بنصيحة تجاربه بكل ما قام به املاء
يسردون أخبارهم لبعضهم بكل مودّة ومحبة وصفاء
هم عيوني التي أرى بها والسعادة التي تعطيني عمراً للبقاء
وهم طرقات قلبي الموسيقية التي أعزفها ترنيماً وغناء
بتّ انتظر اجتماع المساء بفارغ الصبر لهذا اللقاء
والسعادة تغمرني عندما أراهم لتلك النعمة النعماء
أجل نعمة من رب العالمين أن يكون أولادي أمناء
أمناء على رضى الوالدين من قلوب بررة فيها نقاء
أمناء على احترامنا بكل تصرفاتهم لنكون سعداء
سعداء بكل مطالب حياتنا الطبية والعملية وشم الهواء
يا إلهي احفظهم جميعهم من كل مكروه وابعد عنهم شر الأعداء
وليبقوا من بعدنا يداً واحدة بالصحة والسعادة والصفاء
(1) ممرع: مخصب
(2) يغدق: يعطي بكثرة