بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 أيلول 2020 12:02ص احفظ رأسك!..

حجم الخط
أمثال كان يردّدها القدماء وبعض المحدثين، ومن بين القدماء جدي - رحمه الله - كان يردّد مثلاً عند حصول واقعة أو حدث ما... كان يقول: «عند تغيير الدول.. احفظ رأسك».

وليس المقصود بالتغيير هنا تغيير الدول من حيث التأثير والفعالية، إنما المقصود عند حصول ما يستدعي تدخّل دول في أوضاع دول أخرى.

والتدخّل عادة ما يكون من القوي في أحوال الضعيف..

أمثال لا نكتشف قيمتها إلا عند حصول ما يذكّرنا بها وهي في الواقع نتيجة تراكم حكمة أجيال تعاقبت وتجارب تراكمت..

فماذا يفيدنا اليوم المثل المذكور أعلاه في أوضاعنا؟!..

ها نحن نرى البوارج وحاملات الطائرات تختال تجاه سواحلنا، والطائرات تحلّق في أجوائنا ترسم علمنا الوطني.. وزيارات لرؤساء دول أو من يمثّلهم تنزل علينا نزول الغيث بعد جفاف..

فأين نحن من كل هذا؟!..

أو بالأحرى كيف نحفظ رأسنا وسط كل هذه القوى التي تبحث عن مسالك تؤمّن مصالحها وما يفيد اقتصادياتها وأمنها؟..

أليس من المفترض أن نحفظ رأسنا؟.. ولكن كيف؟..

هل بالتشرذم الحاصل والتنازع على الحصص، ومن يأكل من قطعة الجبن أكثر من الآخر؟..

هل بالمناكفات والكيدية والتفكير الشخصي والمناطقي والانتماء على أنواعه؟

أم ان حفظ الرأس يفترض وجود حد أدنى على الأقل من وحدة الكلمة لما فيه مصلحة البلاد وهؤلاء الناس الطيبين المقيمين على أرضها؟..

فهل هذا هو الحد الأدنى؟..

مع كل صباح ومساء نزداد اكتشافاً اننا نزداد غرقاً في بحر التشرذم والشخصانية.

فهل هكذا نحفظ رأسنا؟..

أم أننا في الحقيقة نفتقد أو نبحث عن هذا الرأس؟..