بيروت - لبنان

اخر الأخبار

26 تشرين الثاني 2021 12:00ص استقلال

حجم الخط
منذ أيام احتُفل بعيد الاستقلال وفق ما جرت العادة كل عام ووضعت الأكاليل على أضرحة رجالاته وتوقفت وسائل الإعلام عند المناسبة وأعطتها ما تستحق من أهمية.

لكن الاستقلال يبدو مشوّشاً هذا العام، ووصفه بالمشوّش يبدو أفضل الممكن لأن الوطن يعيش حالة هي على نقيض الفرحة التي توجبها المناسبة.

الاستقلال يعني فرحة المواطن بوطنه..

فهل هذه الفرحة موجودة عند طوابير الشباب أمام شبابيك السفارات للحصول على تأشيرات أو جوازات سفر من الدوائر المختصة؟! والذي كما علمنا يحضرون إلى أبوابها عند بزوغ الفجر نظراً لكثافة الازدحام، أم أن الفرحة تعمّ المنازل الآمنة حيث يرزح رب المنزل تحت ضغوط هموم المعيشة من مأكل ومشرب وكهرباء مشتراة مرتين وماء أيضاً وغاز وخلافه..؟!

الاستقلال الحقيقي هو شعور المواطن بالأمان في وطنه فهل الأمان متوفر؟؟!..

أم ان عكسه هو الحاضر؟؟!

وهذا التنازع السياسي المتعدد الولاءات هل ينتمي إلى الاستقلال بصلة؟؟..

وهذه التأثيرات السياسية على أنواعها وألوانها هل تمتّ إلى الاستقلال بصلة قرابة؟!..

كم نحن بعيدون عن كل ما يعنيه الاستقلال من معان سامية ومن مشاعر تفيض ولاءً لوطن مستقل يتمنّاه كل مواطن على أرضه..

ولاء يقوم البعض من أبنائه بقص حبال الربط به في نوبات أو حالات تشبه حالات التخلّي..

الأمل أن يعود الوطن إلى أبنائه سالماً معافى..

وأن يكون الاستقلال ناجزاً منجزاً مكتمل الملامح والصفات.. وأمان يظلل أرضه ومواطنه، ورغد عيش لأجيال تنمو على أرضه وليس على أرض الغير ما وراء البحار والصحارى.