منذ مدة تلقيت دعوة للمشاركة في مهرجان الثقافة العربية الأمازيغية الذي يقام في الجزائر العاصمة وفي مدينة عنابة.
الدعوة فيها من التشويق الشيء الكثير لأنها في بلد له مواقع دافئة في القلب والذاكرة.
فكم هو الحنين فائض لزيارة حي (القصبة) قلب الثورة الجزائرية التي طالما مثّلت لجيل أنتمي إليه قمة العمل الثوري العربي الذي كان يُجسّد أحلامنا ولا يزال.
هي البلد الذي انتصر في نيل حريّته من مستعمر كان يعتبر الجزائر جزءاً من أرض بلاده.
بلد المليون ونصف المليون شهيد عزيز على قلب كل عربي من المحيط الى الخليج.
وتفيض الذاكرة بمشاهد تظاهراتنا التي كانت تغطي الشارع العربي من أقصاه الى أدناه.
ثورة أثلجت القلوب بانتصارها ونيل حرية شعبها من مستعمر مزمن.
ولكن لظروف خاصة وضاغطة اضطررت الى الاعتذار عن تلبية الدعوة، وأنا أشعر بذنب اقترفته ولكن ما باليد حيلة.
واللافت في الدعوة أنها تضمنت اقتراحي باختيار شاعرة تمثّل بلد الأرز في المهرجان..
وهنا كان المأزق الحقيقي..
فمن بين الجحافل الناعمة التي تمطر شعراً كم هو صعب الاختيار..
وفي حال الاختيار... كم هو كثيف اللوم لهذا الاختيار وليس لغيره..
المهم أن الاعتذار قد حصل..
وأتصيّد المناسبة لأشكر وزارة الثقافة الجزائرية والقيّمين على المهرجان على دعوتهم، وأتمنى للمهرجان النجاح وللجزائر العزيزة الأمان والاستقرار والازدهار.
وإلى لقاء في مناسبات آتية.