بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 أيلول 2022 12:00ص اعمل كما لو كنت...

حجم الخط
أن نحفظ ماء الوجه بإزاء التغيير الحتمي ونتصرّف كعقول حرّة في حضرة المصير، إن هو سوى القوة التي لا تقوى عليها أبواب الجحيم! فلنعمل كما لو كان من المستحيل أن نخفق. وفي نظري انه إذا ما رمنا نوعية ما في الأداء، فلنعمل أيضا كما لو كنا قد حصلنا عليها قبلا.
ان مجرد زعمنا اننا أقوياء شأنه أن يفضي بنا فعلا الى أن نتجلى أقوياء. إذا امتثلنا لفضيلة ما قد يوضح انها فينا. حتى إن المرض يمكن أن ننظر إليه كدعوة الى تحوّل شخصي شأنه أن يكون سفر عبور من موت ذاتنا القديمة الى ولادة ذاتنا الجديدة.
نحن إذا على الدوام في مذاقة الموت والحياة في الوقت عينه. هذا ما يذهب إليه علماء النفس ونحن إذ نقرّ به كتعزية في الحياة، نرجح أنه قائم حتى يقوم الإنسان بالحق ويرى خالقه وجها لوجه.
ليت «كبارنا» يعرفون هذه الحقيقة البديهية فيغلبون نفوسهم التي ما زالت تغلبهم حتى الاستعباد. ليتهم ينعتقون كالشرفاء العقلاء ولو بقدر ما من وطأة المادة والزمان. هكذا تخرج قلوبهم من الموبقات. ولكن، أنّى لهم ذلك وهم ليسوا عارفين بالمعنى الروحي؟ هؤلاء الصغار يعبثون بمقدرات الوطن في حين ان مصمم موتنا البطيء المتسارع أحيانا هو إسرائيل ولو بالوكالة. متى يتجاوز عارفونا الحقيقيون مجال الخطابة والحماسة ليدخلوا في طور علم الإنسان العارف (بكل معاني الكلمة)؟
الوطن الموحّد من أعظم تجلّيات الإيمان والرجاء تكللهما المحبة، فمن له فعلا؟

أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه