بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 حزيران 2021 12:00ص الأدب الصهيوني فلسفة الدم

حجم الخط
تابعت منذ أيام مقابلة أجريت مع الصديق والزميل الروائي نزار سيف الدين على شاشة قناة الإيمان وأثير إذاعة البشائر، ولن أتطرّق إلى مجريات المقابلة لأن الزميل أوفى الموضوع حقه والذي كان محوره (الأدب الصهيوني)، موضوع ندر ما تمّ الولوج إليه حتى على الصعيد الأكاديمي وأيضاً على الصعيد الإعلامي والانتاج الكتابي بإستثناء كتابات قليلة أبرزها كتاب الشهيد غسان كنفاني الذي كشف الستار عن مخازي وبشاعات يغوص هذا الأدب في ضحالتها.
وأنا أقول وربما للمرة الأولى علانية ان ما كتبه غسان كان من أحد أهم أسباب اغتياله بالإضافة إلى قيامه بمهمات نضالية على صعيد التواصل مع مراكز وتنظيمات فاعلة في حينه بهدف دعم القضية الفلسطينية.
فالكلمة المضيئة غالباً ما تكون في مثل حالة قضيتنا أمضى من السيف وأشدّ فعالية.
قد يقول قائل الآن..
السيف أصدق أنباء من الكتب
في حدّه الحد بين الجد واللعب
وهذا صحيح بنسبة عالية لكنه لا ينتقص من فعالية الكلمة والموقف خصوصاً إذا كان مبنياً على ضوء كاشف كحقيقة.
فالأدب أو ما يسمّى بالأدب الصهيوني قام على فلسفة سبقت مؤتمر بال وتخرصات تيودور هرتزل إذ انه مبني على تراث دموي تحوّل إلى سلوك همجي يومي في التعامل مع مقاومي هذا السلوك الإجرامي..
أهدم.. أقتل.. دمّر..
(ابقر بطن زوجة عدوك الحامل لأنها ستلد في المستقبل عدوا لك)..
(اقتل العربي فإن الذي يسيل منه ليس دماً)..
(نحن شعب الله المختار وبقية خلق الله هم (غوييم) أي بهائم خلقهم الله ليسخّرهم لخدمة شعبه)..
ويستغرب العالم شبه المحايد إجرام ما جرى في قانا وفي غزة مؤخراًَ وفي دير ياسين وكفر قاسم وفندق داوود في القدس سابقاً فالتنظيمات الصهيونية التي قامت بالتنفيذ من (شتيرن) و(ارغون) (وتزفاي ليومي) وغيرها قامت علی أساس هذه الفلسفة الدموية التي هي سياسة استراتيجية في الكيان الصهيوني.
خلال المقابلة تمّت الدعوة إلى إقامة مراكز أبحاث في العالم العربي لإعطاء هذه الناحية حقها من الرصد والتحليل وإبلاغ الحقيقة إلى العالم الذي يدّعي التحضّر وهو في صممه وعماه.
ولكن.. من يقوم بهذه المهمة والعلم الصهيوني يرفرف في أكثر من عاصمة عربية؟!..