بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 شباط 2022 12:00ص الألوان الرومانسية والعاطفة الغنيّة بجمالية فنيّة في أعمال الفنانة التشكيلية رينا أسعد الأسعد

حجم الخط
تطغى رومانسية الألوان على أعمال الفنانة التشكيلية رينا أسعد الأسعد (Rena Asaade-El Asaad) كما تتراكم الحركة التناغمية الشفّافة حسيّا عبر تموجات رقيقة تنسجم مع اللغة الفنية وحيويتها النابضة وجدانيا بالموسيقى الحركية، وتلك القادرة على جذب البصر لتدفعه نحو سماكة سطوح تتسم بخرمشة معاجين لونية رقيقة في تشابكاتها، وتضفي نوعا من التفكّر البصري أو القدرة على جذب الحواس نحو سياق جمالي نتحسسه من خلال حركة الألوان الداخلية والمعمقة بمعانيها، والغنية بالمنظور التشكيلي في مساحات تتسع وتضيق تبعا للشكل وللفراغات التي تتركها ترتبط بمخيّلة موسيقية تمنحها لمستها الخاصة من حيث وجودها وجمالها، والأسلوب التكويني لها. فالمنظومة البصرية التي تعتمد على إشراقة الألوان والضوء المنسجم مع فواتح الألوان وغوامقها، إذ تتشابه فيما بينها من حيث الإيقاعات، والتضاد الحركي بين الألوان التي تمزجها بريشة ذات ضربات قاسية رغم رومانسيتها، فتترجم بذلك اتجاهات الألوان وتدرّجاتها تاركة للتضاد أنماطه الفنية التي تتشكّل في فضاءات تفتحها زمنيا نحو أمكنة عالقة في مخيّلتها التشكيلية، لتستمد من تمازج الألوان طبيعة حياتية تحيط بها الأشكال والأحجام المختلفة، وضمن مواضيع جمالية ترسمها بتآلف بصري وتباين حسي، فالموتيفات الفنية تتضمن تلقائية في الألوان والأفكار حيث تظهر كمرئيات بصرية تحاكي من خلالها كل ما تلتقطه حسيّا من انطباعات تشكيلية جسّدها على القماش كنغمات فنية أو لونية بالأحرى، وبمكونات تتصف بلزوجة محسوسة توحي بالتماسك اللوني، وبتكنيك فسيولوجي تتفاعل معه العناصر التشكيلية، فالامتداد في لون واحد أحيانا يتخذ مسطحات تنطق بسرد يتخلله دراماتيكيا لونا شفافاً تضيفه بنسبية تتمتع بلغة لونية وجدانية ذات خيال خصب يتميّز بخصائص نغمية مرتبطة بقدرة اللون على التضاد، فتضفي الى بقية الألوان رؤية إبداعية لا تخلو من ذاتية ينجم عنها تناقضات فنية في اتجاهات الخطوط ومسارات الألوان.

ألوان بانورمية تنطوي على تشكيلات فنية ذات منظور فني ينساب بصريا مع العناصر الإيقاعية المترابطة بنائيا مع الحجم واللون، والشكل، والفراغ، والمساحة، والفضاءات المتخيّلة الملموسة بتغيّرات الألوان الباردة والحارة، وتدرّجاتها السلبية والإيجابية المحسوسة، والتي تتجسّد على كل شكل منحته لغة انطباعية أو واقعية أو تجريدية أو حتى تعبيرية، وما الى ذلك من تنوّع فني وحركة تضجّ بفلوكلورية تثير الدهشة عند المتلقي، وكأنها تقدّم لوحة من ألوان راقصة على النغمة والإيقاع المرن بتوافق وإنسجام يكمن في جمالية التضاد اللامتناهية التي تتلاشى عند نقطة تحددها بديناميكية بصرية ذات حس جمالي خاص، فالكتل اللونية المتمثلة بالتكوينات المتصلة بمعاني ذات أهمية برزت في لوحاتها التشكيلية ضمن التعبير اللوني الشاعري الذي يتفاعل من خلاله الخط بصفة غنائية أو الأحرى بنغمة ذات خصائص تنطلق من حساسية الرؤية الحيوية، والدلالة في عمق المعطيات التي ترجمتها بالسماكة والشفافية، وباستعمال شاعرية اللون، وما تثيره من بهجة بصرية تؤثر على الانطباعات الجمالية عند المتلقي، التي تعتمد على الضوء المتصاعد بتكثيف يؤثر على بنية اللوحة، وعلى المشهد الذي يؤجج المعادلات البصرية المحسوسة في الألوان كافة، والتي تنضبط بصريا مع معطيات الضوء، فتظهر التعرجات ممزوجة بتموجات تتباين ملامحها الفنية وفق الأبعاد الانعكاسية ذات الخطوط السمفونية التي تتضح بصريا أمام المتأمل للوحاتها المحافظة على توازناتها وتحولاتها الباطنية أو العميقة حسيا، فالنسق اللونية تتكامل مع طبيعة كل لون ودرجاته الطولية المتناسقة تقنيا، وهذا ما تتميّز به الخصائص التجريدية المتلاصقة مع الألوان المتجاورة والمتحاورة، ومع الاستبصار التشكيلي وفضاءاته البسيطة والمعقدة تخيّليا، لأنها تستمدّ رؤاها الفنية من رومانسية الألوان وجمالياتها الخاصة.

محاكاة تجريدية لألوان رومانسية، وبشكل عفوي ينتج عنها الكثير من التقاطعات البصرية السابحة في سرديات هلامية تبوح بتجريدات تنعم باللون الأخضر، والأصفر، والبرتقالي، والأبيض، والأزرق، والايحاءات المتناغمة مع الظل، وتكويناتها السيمترية المتوحدة مع كل لون وموجاته الخاصة المتشكلة مع الحجم والفراغ، والرؤى التشكيلية التي ترقص بهجة مع نغمات الألوان الموسيقية والتدرجات التي تحقق بتأثيراتها الامتزاجات الثنائية والموضوعية لمعاني جمالية هي جزء من شخصيتها وسماتها الاستقرائية داخل اللوحة. فهل من حيثيات شاعرية تؤثر على جمالية الألوان التي انطبعت ذهنيا في عمق ايهامي تجرّدها «رينا الأسعد» من تفاصيل تركتها في الضوء والظل المرئي الذي تتلاعب به من خلال الداكن والفاتح، والتحاور والتجاور مع التماسك في معاجين لونية ذات سماكة نسبية تؤسسها كقاعدة إنشائية؟ أم أنها تترجم كل خلفية سينوغرافية انعكست على العناصر والموتيفات؟