بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 كانون الأول 2022 12:00ص الأمان والمال

حجم الخط
حيثما وجدت فقيرا، تصدّق عليه. ومن يسر في طريق الخير، فامش وراءه، ومن لا فلا! هذا كل ما أوصيت به وحيدي ليوصي به عصفوريه الصغيرين هو أيضا!
إن كان المال أملك باستقلالية في الحياة فلن تحصل على أي منهما. المال قد يسدد الديون ولكنه لا يسدد الخطى... الأمان الحقيقي الوحيد في هذا العالم هو مخزونك المعرفي والاختباري والمسلكي. وأكبر وهم هو التعويل على أمان متأتٍ من ديمومة المقتنيات المادية. علينا تاليا أن نبحث عن عملة أخرى. ذلك ان الأمان الوحيد الذي هو باطني، يتحقق في الإنجاز والتنفيذ.
المسألة ليست مسألة مدخول مادي وإنما مسألة حساسية بالغة. فالأمان لا يرتبط بما لديك من مقتنيات مادية بقدر ما هو ما يمكنك أن تفعله في معزل عن هذه المقتنيات. لذا، الأولى بك أن تندم على فعلتك الشنعاء من أن تندم على أموال قد تبخّرت ولم تنفقها بعد، ولكن، ربما، لات ساعة مندم.
مقتنيات وطننا أو أصوله ما زالت عظيمة ولكن عجز معظم مسؤوليه شيء رهيب. والأرهب من العجز قبول العجز. لا عجب إذا أن يتفرج علينا الغريب كيف نكاد نموت. ولكن الذنب ليس ذنبه إذا ما قيس بمعصية النافذين عندنا حتى بإسم الدين أحيانا.
دجّنا عجزنا ولو بإسم أماننا الظاهر بل قل أمننا الممسوك الى حد ما، وها نحن ندجّن شيئا فشيئا قبولنا الحياة الذليلة. المعجزة نادرة وأرجح انها ما زالت قائمة في طهارة قديسين وأولياء نقت عددا من المواطنين من خطاياهم ورفعت هاماتهم ولو تحت سقف الفقر والعوز، فباتوا منذ الساعة هذه يطيرون الى ينبوع كمالهم بأجنحة النسور.

أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه