بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 تشرين الأول 2022 12:00ص الإعلام مسؤولية

حجم الخط
لا أحد يستطيع أن يغضّ الطرف عن أهمية الإعلام ليس في لبنان فحسب، بل وفي جميع أنحاء العالم، هذه الوسيلة التي أصبحت مثل الهواء والماء، لا يُمكن تجاهلها أو الاستغناء عنها أبداً، من هنا تأتي أهميتها وخطورتها، لأنها مثل أيّ راعٍ إن كان صالحاً صلحت رعيته، وإن كان طالحاً فسد المجتمع.. إذن لا أحد ينفي الدور الهام الذي تضطلع به وسائل الإعلام على اختلاف أنواعها من سمعية وبصرية ومقروءة.. ونحن في هذا الوطن الصغير نعاني من كثرة وسائل الإعلام، هذا الأمر يسّرنا ويسعدنا، وخاصة أننا في هذه الأيام العصيبة لا نجد سوى في هذه الوسائل السلوى الوحيدة التي تؤنس ليالينا الموحشة ونهاراتنا التي يقضّ مضاجعها غول الغلاء... ولكن من المؤسف رغم (الحشد) الإعلامي!
وهنا من الضروري أن نستثني قلّة انتزعت إعجابنا واحترامنا، أما الأكثرية فقد أتخمت المشاهدين والمستمعين والقارئين بالمواضيع والبرامج والمسلسلات الهابطة والتافهة التي تضرّ ضرراً فادحاً بالمجتمع، لأنها تبثّ وتنشر سموماً قاتلة، تبلبل الأفكار والمفاهيم بصورة عبثية لا فائدة منها.. والظاهر ان أصحاب هذا الاتجاه لا يرجون سوى الربح من برامجهم ومسلسلاتهم بغض النظر عن النتائج السلبية وأضرارها التي لا تحصى ولا تعدّ، نقول هذا لأن المسؤولية الملقاة على كواهل الإعلام والإعلاميين كبيرة وخطيرة جداً لأنهم يدخلون الى البيوت دون استئذان أو استئناس، من هنا نرى ضرورة التوجّه الى التثقيف الواعي والعودة الى الينابيع الإنسانية السامية وإعطاء الحيّز العلمي على أنواعه ما يستحقه من رعاية واهتمام ونخصّ أقنية التلفزيون لأن ما نراه يدعو الى الحذر من نوعية البرامج التي تُبثّ ومن بعض المسلسلات (المدبلجة) الى العربية التي لا تحترم قيمنا..
والطريف ان بعض البرامج الثقافية يتم بثها في أوقات غير ملائمة.. هذا الواقع بحاجة الى تضافر الجهود والنيّات الحسنة التي تضع في أولوياتها حاجات المجتمع الحقيقية، كما لا بد أن نرفع القبعة احتراماً لبعض الإعلام الملتزم ونطالب من انحرف عن الطريق المستقيم أن يعيد النظر بما ينشره ويبثّه حتى لا تتحوّل الحرية الى نوع من التسيّب لا يراعي حرمة ولا يصون أجيالاً قد يكون السبب الرئيسي في انحرافها وضياعها..