بيروت - لبنان

اخر الأخبار

26 حزيران 2020 12:00ص البابا جاب لحمة!!

حجم الخط
منذ سنين عديدة تعود إلى أيام الـ «وينبي» والـ «مودكا» والصديق ذو الفقار قبيسي يدعو كل من حوله في اجتماعات الأصدقاء والشلل إلى التحوّل عن أكل اللحوم على أنواعها والاتجاه إلى النبات كغذاء رئيسي ووحيد مستنداً في ذلك إلى تركيبة الجسد الإنساني كما خلقه الخالق عزّ وجلّ فيقول مثلاً أن أسنان الإنسان ليست كأسنان الحيوان الذي يقتات على أكل اللحوم وذلك من حيث القواطع والأنياب.

وكذلك الجهاز الهضمي وسهولة هضم النبات وصعوبة هضم اللحوم.

وكانت الدعوة تلقى تجاوباً من البعض ومعارضة من بعض آخر، لكنه بقي مستمراً في دعوته حتى اليوم.

وبغض النظر عن الفروقات التركيبية التي يعتمد عليها (ذو) في دعوته، لكن هناك الكثير من المنطق في طرحه خصوصاً عندما يعدّد مصادر (البروتين) في النبات.

المهم.. الظاهر الآن ان الجالسين على مقاعد السلطة عندنا قد اقتنعوا بنظرية الصديق ذو فاتبعوا سياسة اقتصادية أوصلت النّاس من حيث غلاء اللحوم من ضمن الغلاء العام إلى اتباع نظريته، وكان في ذلك لفتة مهمة من حيث اهتمام السلطة بصحة المواطن، فهمّها الأول هو الصحة السليمة له ان من حيث سلامة الغذاء بصورة عامة أو نظافة البيئة بحيث ان معامل معالجة النفايات تتواجد في كل منطقة ومن النادر بل من المستحيل أن ترى نفايات في شارع من شوارع المدن أو القري ويمكن اعتبار هذا البلد إنطلاقاً من ذلك من أنظف بلاد العالم قاطبة، وكل ما يحكى عن أن هناك أكوام نفايات أو جبال نفايات أو مشكلة مكبات ومحارق ما هي إلا مجرّد دعايات مغرضة الهدف منها تشويه صورة المسؤولين الذين يتفانون في خدمة وطنهم ومواطنهم.

وفي عودة إلى موضوع اللحوم..

اعتدنا في الماضي وفي مشاهد من الأفلام المصرية القديمة على مشهد طالما تكرّر..

يدخل الأب من باب المنزل حاملاً بيده رزمة فتقول له زوجته: «جايب ايه يا سي السيّد؟!»..

فيقول بكل فخر: «لحمة (بيتللو)»..

فيقفز الأولاد صارخين فرحين مصفّقين:

- البابا جاب لحمة.. البابا جاب لحمة..

ها قد وصلنا الى هذه الدرجة من التردّي وذلك بهمّة وجهد المسؤولين في كافة القطاعات بغض النظر عن الانتماء إلى أي زعيم أو جهة.. لكن السؤال المهم..

هل يعانون هم من مشاكل من هذا النوع؟!..

أو بالأحرى هل يعلمون ما يحدث في منازل خلق الله؟!.. أم أن الصمم والتبلّد باتا سمة وطنية عامة عندهم؟!..