بيروت - لبنان

اخر الأخبار

30 أيلول 2022 12:00ص التفرّد اللوني في لوحات الفنان طوني معلوف

من أعماله من أعماله
حجم الخط
تبرز ألوان الفنان «طوني معلوف» ((Tony Malouf من خلال الأصفر المسكون بالرؤى التي تعكس الفرح والبهجة وقوة الحياة، وببساطة تخطف البصر، وتجذب المتأمل الى الألوان بأناقة وعفوية شاعرية تنساب في التفاصيل المنتقاة من طبيعة يعززها بشفافية الألوان بعيداً عن التعقيد والتراكيب المشددة في الخطوط، بل يردم المساحات بلطشات تتحقق من خلالها جماليات فنية تهزّ المعنى، وتمنح اللوحة تناقضات تتلاءم مع ما يلتقطه من الطبيعة وفق انطباعاته التي تحقق شاعرية يبحث عنها من خلال الرؤية المفتوحة على تناغمات تتجلى من خلال ما يثيره البصر، وما يسمح لموسيقى الألوان أن تتناغم بما يكفي مع بعضها بتدفق عفوي هو مجموعة انفعالات تتأثر باللون الحار، وتختلج بمخزون الأحاسيس التي تختزنها ريشته من عشق لجمال يبحث عنه في ثنايا الطبيعة دون أن يتجاوز حدود انفعالاته وأحاسيسه ورؤاه الشاعرية، ليصوغ لوحة تتماسك فيها فكرة الحياة والوجود وسحر الطبيعة واللون الخلّاق الذي يضجّ بتدرّجات يمنحها إيقاعا خاصا. فهل يحاول «طوني معلوف» إيقاظ الألوان من خلال ابتكار لرؤى المشهد الطبيعي، وما يثيره التفرّد اللوني لحظة ما؟
وعي لوني تشكيلي وكينونة شاعرية انطباعية ذات منحى جمالي، وخطوط ذات تفاصيل لمعنى فني وجمالي قادر على ترجمة الأحاسيس، حيث تبرز القدرة على رسم تفاصيل كثيرة لا يراها الإنسان بهذه الجمالية الواعية في الطبيعة الخارجية، إذ يحتفظ بالمعنى الداخلي للوحة حيث تبرز خاصيتها، كفن متكيّف مع ريشة ولون، وخط وأبعاد، ومساحة، وضوء، وظل، ولون أبيض سيكولوجي ذات فلسفة بصرية تضعنا أمام تأملات مفتوحة الفضاءات والتخيّلات، مما يؤثر على الانفعالات الحسية عند الرائي، ليكتشف الفروقات الذهنية بين الواقع والخيال وحقيقة الربط بينهما تشكيليا. إذا تتسع مجالات الرؤيا بين الألوان، ليترجم كل لون معناه من حيث الواقع والخيال أو الانطباعات التشكيلية الرصينة ذات النشوء الفني الذي يعتمد على مبدأ اللون وتدرجاته، والتشابه الخارجي والداخلي للمشهد الطبيعي أو بالأحرى للصورة التعبيرية بكامل تفاصيلها.
سيمة فنية تأملية تندرج تحت مسمّى شاعرية الألوان المتناغمة تبسيطا جوهريا، بغنى فني حيث تحاكي اللوحة هذه الطبيعة ضمن اللوحة باعتبارها الجزء من الكل أو من طبيعة ذات متغيّرات تشكيلية، فحبكة الألوان والتشابه بينهما يصنعهما الفنان بريشة وألوان، وخطوط متزنة ذات توازنات فنية مدروسة المعايير وبجمالية بصرية مفتوحة على تأويلات وتفسيرات متعددة، إلا ان اللوحة في مجملها هي تجسيد لقوى الجمال المثيرة التي تمنح الفنان قوة ملاحظة وأحاسيس خاصة، لتشكيل بنية اللوحة التي نراها ونشعر بمتعة فنية، ونحن نتغلغل بصريا بين معانيها اللونية والضوئية والفراغية، وحتى الخربشات التي تؤثر على منطق اللوحة الجمالي بشكل عام.
يسمو الفنان «طوني معلوف» بالألوان التي تميل نحو الطبيعة، لتتزين الأشكال في لوحاته وفق رؤيته الشاعرية المرتسمة بجمالية حركية اللون وميزته في لوحات هي قصيدة لونية ممهورة بضوء ذي حس إدراكي متصل بين المتلقي والفنان والطبيعة والريشة وفق انعكاسات ذات أثر مضموني وشاعرية لونية تمتزج فيها الإيقاعات المتناغمة، المنسوجة بوعي لوني شفاف لقيمة التدرجات ونسبتها في اللوحة، والصفات المشتركة بين الطبيعة واللون والقدرة على خلق محاكاة بينهما باللون والشكل، وما الى ذلك. إذ تتقبل الحواس صياغة اللون ومفارقاته وقوانينه الفنية ذات الخصوصية الرومانسية مع الحفاظ على النغمات المنسجمة مع الاتساق الفني، ودينامية التعبير اللوني المتجسد بالأصفر وباقي الألوان وموسيقاها الغنية بالرؤى التخيلية أو الحالمة، التي تعتمد على الحواس الفنية الإدراكية المرتبطة بمحاكاة ثنائية مصدرها اللوحة والفنان حيث نشعر بالجمال الثنائي المنبعث من ورائيات اللوحة أو من المضمون والأسلوب، وموضوعية بسماكة المعنى الشاعري فنيا، والاستثنائية في اللون وصفائه وموسيقاه.