في الميثولوجيا الاغريقية التي صوّرها هوميروس خير تصوير في «الإلياذة» بطل اسمه «أخيل» وهو نتيجة زواج أحد ملوك اليونان من حورية بحر.
«أخيل» هذا لعب دوراً مهما في حرب طروادة ولكن مقتله كان في كاحله، وتسرد الإلياذة انه قضى نحبه بعد أن أصيب في كاحله.
ما الذي أتى بقصة أخيل؟..
أتى بها الوضع الحالي الذي يسود الوطن المتدحرج ككرة ثلج باتجاه قاع لا يعلم عمقه إلا الله.
فهل كان لهذا الوطن مقتلا ككاحل أخيل؟..
الظاهر أن من يستهدفه ككيان قد وجد مقتله في حكومة تسيّر أمور البلاد والعباد، فرأى انه يستطيع الوصول إلى غايته من حيث مقتل وطن عرف الازدهار والتألّق في مرحلة ما من تاريخه ومن ثم آن الأوان لكتابة خاتمة الرواية..
وإلا ما معنى كل هذه العرقلة والتحايل والمماطلة والتسويف من أجل تشكيل حكومة كانت مراسيمها تصدر من «عنجر» خلال عدّة ساعات؟!..
لا نستطيع أن نفهم ما يجري إلا من زاوية التعمّد القصدي لإنهاك كيان لا يرضي البعض.
خلاف على وزراء جاء قبلهم المئات وربما أكثر يأتون ويرحلون ويبقى الوطن..
أما الآن فاللعبة مختلفة والقصة ليست (كف عدس)، بل أن هناك ما يحضّر لهذا البلد قفزاً فوق كل المآسي والنكبات التي تحلّ بمواطنيه الذين تحوّلوا إلى رهائن يستحقون الشفقة في أكثر من ناحية والمطلوب أن يبقى جسداً بلا رأس أي دون حكومة ليسهل ابتلاعه.
إذا كان القصد الوصول إلى السلطة والتسلّط فما الفائدة من السلطة والتسلّط في حكم خرائب وأطلال؟!..
هل القصد وصول هذه السلطة؟ أم القصد أبعد من ذلك؟..
يقول بعض العارفين أن القصد أبعد من ذلك بكثير..