بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 تشرين الأول 2017 12:01ص الخريف

حجم الخط
لكل ما في الدنيا خريفه
ليست فقط أوراق الشجر
ولا حبات المطر
ولا اختفاء الحر
وبشارات القمر
هي الطبيعة كما البشر.
يكر الزمن قدماً... لا يعرف الرجوع، لكنها القواعد كما الشبع والجوع، والحزن والفرح، والحب والكره، والصحة والمرض.
الطبيعة تشبه الإنسان؟..
أم الإنسان يشبهها؟..
متشابهان... متطابقان..
ماذا عن خريف العمر؟..
كمن يمسك بالحجر، ولا يملك زمام الأمر.
تسير الروح في مسراها، تغلّ في مسارات الحياة ما بين ضوضاء وسكينة. لكنها تغلّ.
تنظر خلفك... فترى الغبار وقد تراكم على صدر بعدد الأيام.
وترى الجسد في تململه بما يشبه الصراخ من حملها...
الروح ثقيلة... والطريق طويلة.
لا أدري لماذا كل هذا الاجترار...
تنشط الذاكرة بما يشبه الانتقام، أو التشفي، أو إطفاء لواعج الحاضر، وتوجس الآتي.
ايا تشريني...
لماذا تنبع الذكريات بهذه الغزارة؟.. لماذا تعود الطفولة واليفوعة كأنها بالأمس، مع ألقها وقع الاكتشاف والانهبار؟..
كأن هذا الشريط يعمل عكسياً...
أو كأنها عملية «جردة» لحيوات في حياة.
يأتي الخريف ويذهب، ويأتي بعده قافزاً فوق شتاء ربيع جديد آخر...
لكن ما العمل مع خريف العمر...
لا ربيع بعده... وأن كان هناك شتاء.
قد تكون هذه بعض عقد الحياة... مشوار نمشيه لغاية الوصول إلى نهاية الطريق.
خريف العمر فيه دفق من شلالات غريبة. لا يحسها أو يشعر بها الا من يعيشها.
تصبح الذكريات مؤونة الروح... وتنعشها للقفز فوق المطبات والمصاعب مع متعتها.
وكما لكل فصل جماله.
لخريف العمر بريقه وشعور لا يغنى الا مع فناء الجسد.
تلك هي الحقيقة...
   الياس العطروني