بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 تشرين الأول 2022 12:00ص الخطوة الأولى

حجم الخط
الخطوة الأولى في حياتنا هي دائما الأكثر صعوبة. ورحلة الألف من الأميال تبدأ بخطوة واحدة. وما إن نخطو خطوة الى الأمام حتى نعكّر صفو أمر ما وجودي. وإذا ما أخطأنا العروة الأولى من المعطف لا نعود نفلح في تزريره.
إذا لم تثبت قدميك على الحبل لم تتجاوز الهوة أمامك.
القانون الطبيعي والشريعة الإلهية هما، مبدئيا، منطلق سلوكنا وأعرافنا التي تقولبها لنحيا في هديها. انها حقيقة مطلقة على الرغم من التطبيقات هنا وهنالك، حيث ينبغي لأهل التشريع فأهل السياسة أن ينظروا في أحوال الرعية فيراعونها ثم يرعونها.
نقطة الإنطلاق إذا، من الوجهة الاجتماعية والسياسية، ليست الغريزة أو الاعتبارات القبلية والطائفية الضيقة. هذه ترفض عموما سيادة العقل على العلاقات البشرية وما يرتبط بها من حق وضعي يجعل الإنسان السويّ ينأى عن المنفعة الشخصية لمصلحة المنفعة العامة التي تراعي العدل والحرية في الوقت عينه. الحكم ليس تطبيق قوانين بالتساوي فحسب وإنما هو احتضان حب. هكذا تمسي الدولة أسرة واحدة رغم تنوّع أبنائها بل بفضل هذا التنوّع. نقطة إنطلاق الدولة إذا تدبير شؤون المواطنين في سياق من الأولويات والأولوية لإطعام الفقراء وإيوائهم وتعليم أولادهم وكذلك تربية المواطن الدائمة على تثقيف نفسه والركون الى حريته المسؤولة. الجمالات في الخطب والوعود عندنا كثيرة لكنها ما زالت تفتقر الى وحدة هوية جوهرية في ظل ركام المنازل والقلوب، وكرامة وجودية ترتاح إليها جميع النفوس في عطشها الى أرض ثابتة تحيا فيها الى أن تطويها الأرض.

أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه