بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 تشرين الثاني 2017 12:05ص الروائي محمد جبعيتي لـ «اللــــواء»: الرواية سلاحي الذي أدافع به عن وجودي الفلسطيني

حجم الخط
هي لعبة روائيّة، انبثقت عن قصديّة مسبقة، وتقنيات واعية. أراد من خلالها «محمد جبعيتي «أن يكتب الحلم في روايته الصادرة عن «دار الفاربي «بعنوان «رجل واحد لاكثر من موت»، لأن الحلم  من وجهة نظره، أكثر واقعية من الواقع نفسه. معتبرا ان ما حولنا ليس أكثر من عالم مزيّف، مؤثّث بالأوهام والأكاذيب، وكأننا  نلعب أدوارًا في الحياة، أما في الحلم فإننا نكون أكثر التصاقًا بحقيقتنا، أكثر صدقًا ونقاءً، وهو لا يقصد بالحلم ما نراه فقط في نومنا ويقظتنا، بل كل ما نتمنّى أن نكونه وفلسطين هي البوصلة الروائية للروائي «محمد جبعيتي» ومعه اجرينا هذا الحوار..
{ تقف المرأة الغربيّة أمام المرآة، والفلسطينية تحت شجرة الجمّيز، هل هذا مطالبة بحقوق فلسطينية أم هو تقديس لها؟
- أرفض تقديس المرأة الفلسطينيّة، فهي تحب وتمارس حياتها مثل بقية نساء العالم، تبكي وتتألم عند استشهاد أحد أبنائها مثل جميع الأمهات. لكنها وجدت نفسها أمام أحقر وأبشع احتلال عرفه التاريخ، إنها تقاتل في كل يوم الاحتلال والفقر ومشاكل تراكمت بمرور السنين. أعتقد أن المرأة الفلسطينية في جوهرها لا تختلف عن المرأة الغربيّة، وعن أية امرأة في العالم، من حيث سعيها إلى الإبداع وإثبات ذاتها، ومطالبتها بحريتها وحقوقها المشروعة.
{ الفن أقوى من الموت. هل تمارس فن الحياة لتمنحه لفلسطين روائيًا، وبتورية مقصودة؟
- معركتنا مع الإسرائيلي هي معركة وجود، فإما أن نكون أو لا نكون. في الحقيقة، ليس في كلامي أية مبالغة، يعيش الآن في الضفة الغربية حوالي مليون مستوطن، الأرض تضيع في كل لحظة، والعالم يقف متفرّجًا. نحن نقاتل بالسلاح واللحم العاري والقلم والريشة، الرواية هي سلاحي الذي أدافع به عن وجودي الفلسطيني، الصراع في الأساس بين حكايتين، وأنا أسعى إلى ترسيخ حكايتنا عبر الكتابة.
{ هل تحاول تحقيق التكافؤ الاجتماعي المفقود في العالم بشكل عام؟
- لا أسعى إلى تغيير العالم، أنا أقول ما ينبغي أن أقوله. الجحيم هو ألا أستطيع قول ما ينبغي قوله.
{ كتبت نقدًا روائيًا صريحًا في الرواية عبر أكثر من نقطة، عالجتها بهدوء، لماذا؟
- تكاد تكون الرواية في العصر الحديث حاضنة للمعرفة الإنسانية. عندما أشتغل في رواية أكون سائحًا في مدينة غريبة، أو عاشق في حديقة عامة، أقطف وردة، وأجري حديثًا عابرًا مع أحد الجالسين على المقاعد، أصادف قطة أو تقع حادثة خارجة عن المألوف، فأكتب عنها. وما تطرقت إليه في الرواية من حديث حول الفن الروائي، كان هدفه أن أقول تصوّري وفهمي الخاص لهذا الفن، لأنّه لا وجود لي خارج الكتابة، إنها أداة مهمة لفهم العالم، وهي أيضًا موقف إزاء الوجود.
{ مجموعة لوحات بنيت عليها رواية ما بين إيطاليا وفلسطين، هل تقصد أن معاناة الإنسان العربي هي نفسها في كل مكان؟
- الإنسان العربي الذي يعاني من الفقر والعنف والتخلّف، تلحقه هذه اللعنات حتى بعد أن يترك وطنه، لأنها أحدثت في داخله أعطابًا وجروحًا داخلية، ليس من السهل التخلص منها، كما سيدخل العربي في صراع بين ماضيه وإرثه الثقافي وبين ثقافة الغرب، ومحاولة تقبُّل القيم الجديدة.
{ سريالية مستقبلية لمتوقعات تحدث هنا وهناك، وفلسطين برزت في الوسط، هل اعتمدت التورية؟ 
- النص غير مغلق وقابل للتأويل. المهم، بالنسبة لي، أن تكون هناك فراغات فنيّة للقارئ، وأن يمنح حرية فهم النص وتأويله. هناك قارئ قال لي إنّ كاظم في الرواية يرمز إلى فلسطين، لذلك كانت كلمة «ستموت» افتتاحيّة النص، كأن هذا تنبؤ مستقبلي من الآخرين/الأعداء،  بنهاية القضية الفلسطينيّة وتصفيتها، لكن في النهاية لا يموت كاظم، بل يموت من راهن على موته بالمرض وفقدان الأمل. تعلمت ألا أقول الأشياء مباشرة، وخصوصًا في ما يتعلق بفلسطين.