بيروت - لبنان

اخر الأخبار

9 شباط 2021 11:40ص الروائي محمد طرزي لـ «اللواء»: «الرواية هي نص رمزي.. يهدف إلى استلهام التاريخ»

الروائي محمد طرزي الروائي محمد طرزي
حجم الخط
تستجيب رواية «ماليندي» للروائي «محمد طرزي» والصادرة عن «الدار العربية للعلوم ناشرون» لمتطلبات العصر ومحاكاته من خلال الماضي المرتبط بتاريخ معيّن، وضمن الصياغة التاريخية لفترة زمنية حدّدها في «ماليندي»، وضمن سياق اجتماعي تاريخي تميّز بالقوة السردية والفنية، وبوعي لتمثيلات تاريخية تنعكس في اللاشعور، برؤية لحاضر ما زال التخبّط اليهودي فيه رغم الفروقات ما بين الاستضعاف والقوة، إلا أنهم في بلاد العرب كانوا بمأمن، وهذا المفهوم يخضع للسياق التاريخي الذي ذلله «محمد طرزي» في حداثة تاريخية لم تمنع من الربط بين أزمنة جغرافية للتنقل في بلاد مرَّ بها فاسكو وغيره. فقد وضعنا في زمانية معينة لتكوين علاقة غير مسبوقة مع يهود استطاعوا خلق فروقات تاريخية ضمن رواية اشتدّت حبكتها بسلاسة مع الصراعات المتعددة، وعلى مستويات مشهدية تشكّل وسيلة فعّالة للتخيّل وللاقتناع بالأحداث التاريخية ومصداقيتها، رغم أن العمل الأدبي الروائي يخضع لمتخيّل تاريخي يؤدّي وظيفته التي حدّدها الكاتب، فهل تخاطب «ماليندي» أحداث العصر من خلال الماضي؟..
مع الروائي محمد طرزي أجرينا هذا الحوار:
{ من يقرأ كتب التاريخ يعرف أن الحروب غير المنتظمة تؤدّي دائما إلى نتائج غير محمودة.. هل تشير بذلك إلى السلام أم إلى حرب اليمن؟
- هذه العبارة وردت في سياقها التاريخي، وهي تصحّ في كل الحروب غير المنظمة التي يشنّها أي طرف هو في صراع مع طرف آخر. صحيح أن الرواية هي نص رمزي، يهدف إلى استلهام التاريخ بغرض توظيفه للتعبير عن واقع معاصر إلا أن ذلك بطبيعة الحال لا ينسحب على جميع العبارات التي ترد في سياقها الروائي... فضلا عن أنها ذكرت في معرض توازن القوى، وتفوق الخصم ما يجعلها بعيدة بعض الشيء عن الحالة اليمينية.
{ الهتافات الخاوية لا تؤدّي بالأمم إلا للهلاك... هل تحاكي الواقع من خلال التاريخ المتخيّل؟
- هذا صحيح، هذه العبارة تحاكي واقعنا المرير، ولعل الشاعر الكبير نزار قباني نظمها على طريقته: «إذا خسرنا الحرب لا غرابة، لأننا ندخلها بكل ما يملك الشرقي من مواهب الخطابة، بالعنتريات التي ما قتلت ذبابة». فنحن كشعوب عربية عرفنا الهلاك والهزيمة تلو الهزيمة بسبب الهتافات الخاوية التي ما فتئت تطلق من هنا ومن هناك، حتى أن تلك الهتافات تطغى وتقمع الأصوات العاقلة التي تنادي بالتعلم والرفاهية والحريات.
{ بنو إسرائيل لم يعرفوا الأمان إلا في بلاد العرب، غمزات روائية ذات خلفيات تاريخية هل تقبلها في الواقع؟
- عرف الشعب اليهودي إلى حد بعيد الأمان في الديار العربية مقارنة مع ما قاساه في ظل الحضارات الأخرى، والرواية إذ تشير إلى معاناة اليهود في الجزيرة الإيبيرية، في غرناطة تحديداً بعد سقوط الحكم العربي، وإلى مآسي الفلاشا في جبال الحبشة، فهي تسلّط نوراً على الإستضافة الكريمة التي وفّرتها لهم ماليندي العرب. المقارنة مع الواقع، لا تبدو سهلة على الإطلاق، باعتبار أن يهود اليوم ما عادوا مستضعفين كما بدوا في تلك اللحظة التاريخية، بل على العكس من ذلك، فإن الدولة اليهودية، تقضم حقوقنا وتسلبها.
{ العرب واليهود في رواية «ماليندي» فلماذا مزجتها بالحلم الأفريقي؟
- الرواية تشير إلى حقبة زمنية من تاريخ العرب في شرق أفريقيا، تلاقت على امتدادها مختلف الشعوب التي استوطنت تلك البقعة الجغرافية، من يهود وعرب وأوروبيين وشيرازيين، فكان لا بد أن يكونوا جميعهم، جزءاً من ذلك الحلم الأفريقي وكابوسه.