بيروت - لبنان

اخر الأخبار

19 أيار 2020 12:00ص السجن الكوني الرهيب

حجم الخط
يا إلهي ما هذا السجن الكوني الفجائي الرهيب

وما هذا الذي نعانيه من عذاب كنار الحريق لهيب

وكيف أصبح العالم كلّه في  جو مكفهر كئيب

وما هو هذا الوباء اللعين الفاقد الدواء والطبيب

كل يوم أعداد الموتى تزداد ويكثر عليه النحيب

وكل يوم تمتلئ المستشفيات بالمصابين كباراً وشيب

ما هذا الزمان الذي صار من الصحة والجمال جديب(1)

النّاس في حيرة من مقرها أو العودة عن قريب

خوف المنون يفاجئه وهو بعيد في  حالة  تأليب(2)

حيارى  لا يدرون أي  سبيل  يسلكون والقلب وجيب(3)

والأعداد الكونية تزداد يوماً بعد يوم  من التسبيب

والواقيات احتراز ضئيل والانتشار كالمطر صبيب

السجن الطوعي مكروهاً ولو سببه للحفظ رغيب

قارب الكون على الهلاك من  هذا  الوباء والتتبيب(4)

كل المغتربين أرادوا العودة لوطنهم رغبة لا ترغيب

كي لا يلاقوا حتفهم في الاغتراب ويدفنوا تحت الكثيب(5)

حتى اليوم الطب عاجز عن اكتشاف الدواء للتطبيب

هل  يا ترى يُدرك  الطلب  ليكون الأمل والتصويب

لشفاء عاجل قبل أن نبكي وننتحب كالغراب نعيب

يا إلهي لا نملك  القدرة سوى رحمتك بالدعاء والتتويب



(1) الجديب:  القاحل

(2) التأليب: الذين لا يثبتون  على موقف

(3) الوجيب: الذي يخفق فزعاً

(4) التتبيب: الهلاك

(5) الكثيب: الرمل المجتمع