بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 تشرين الأول 2017 12:10ص الشاعرة جولييت أنطونيوس لـ «اللـــــــواء»: لغة الشعر تحرِّر نفسها بنفسها

بعد صدور ديوانها «إغمض عينيك لتراني»

حجم الخط

الفن بالإجمال رسالة جمال ووجود

انطلق الفعل في عنوان ديوان «إغمض عينيك لتراني» للشاعرة جولييت أنطونيوس عبر المخيّلة، لتستفز القارىء بكلمات تحمل من نفحات الانثى ما تعطّر به ديوانها من سمات الحب والغزل والجمال،  وبدعائم الصور الشعرية الرقيقة في ارتسام المعاني  الصالحة لخدمة النغمات التي تنبعث من جمالية المفردة في القصائد التي قدّمتها في هذا الديوان، ومع الشاعرة «جولييت أنطونيوس» أجريتُ هذا الحوار.
{ جولييت أنطونيوس ولغة الشعر التي تتحرّر منها وتتمسك بها لماذا؟
- بالنسبة لي لغة الشعر تحرّر نفسها بنفسها.. فهي أولا تنبع من الداخل، تنطلق كثورة  لتشقّ  طريقها نحو الحرّية. أما أنا فما عليّ إلّا أن أستسلم إلى نبضها الذي يفرض أيقاعه الخاص عليّ،  أحيانا يكون ذلك الإيقاع متمرّدا مندفعا  غير مقيّد وربما يكون فوضويا، وأحيانا يأتي ملتزما متأثرا بما تختزنه ذاكرتي من موسيقى القصيدة الملتزمة وسحر إيقاعها وفي الحالتين لا أحاول أن أخضعها، فما يميّز القصيدة برأيي  لا يتعلّق بالشكل أو القالب فقط،  وإنّما بقدرة القصيدة على التحليق  وتحقيق الإنزياح الإبداعي بتجدد وحيوية وفرادة  بحيث تتمكّن من شدّ انتباه القارئ إليها وإشباع ذهنه وحواسه  بما يُغني ويُمتع .. وربما ذلك يفسر التنوع في قالب  القصيدة. 
{ إيحاءات كثيرة في كتابك إغمض عينيك لترى التغني بالياسمين واستيراد الزهور هل تؤدي رسالة في قصيدة؟
- بالنسبة لي الفن بالإجمال هو بحد ذاته رسالة جمال ووجود, وخاصة الشعر. أمّا رسالتي في قصيدة شيء منّي، هي الحفاظ على التواضع والقيم الإنسانية التي تمثّلها زهرة الياسمين التي ربّما لو نظرنا إلى بتلاتها الصغيرة  وحجمها المتواضع وتأمّلنا في قدرتها على محاربة الظروف الطبيعيّة القاسية وكمّية العطر الفائح منها، الذي يفرض نفسه حيثما وُجِدت، لأدركنا فعلا أنّ القدرة على الخلق والإبداع والحفاظ على خصوصيّة مجتمعنا، بعيدا عن المشاوفة والتباهي بقشور المظاهر واستيراد الأفكار،  لا يحتاج منّا إلّا القليل من قوّة وتواضع الياسمين  وربّما قد نستغني عند ذلك  عن استيراد الأوركيد. 
{ رومانسية واعية ومعنى تمسك بالنقد الاجتماعي والسياسي وما الى ذلك لماذا؟
 - الشعر  عاطفة  غير واضحة, عاصفة علويّة تجتاح مخيّلتي فتحوّلني  إلى طائر يجوب فضاءات نفسي  ليُخرج من أقصى أعماقي  أسرابا من الخفايا  تتجوّل بين السطور لتتحوّل إلى أحاسيس  رومنسية واضحة، ولكن ذلك  لا يلغي وجود الوعي الإجتماعي فأنا  إبنة  هذا المجتمع وبيئة الإنسان تشكّل جزءا مهمّا من شخصيته  وسلوكه وثقافته، وبالتالي من الطبيعي أن أتفاعل مع محيطي وأعبّر عنه من خلال رؤيتي الشخصية وتفاعلي الإنساني والوطني، فالتجربة الشعرية برأيي تنطلق من الإنفعال الذاتي ورؤية الشاعر المعنوية  للأشياء أو الأحداث أولا ثم تمتد إلى الخارج فتسمو به. هي شرفة ننظر من خلالها إلى الواقع بشكل  مغاير في محاولة لفك قيوده وليست خروجا مطلقا عنه. 
{ إغمض عينيك هل هي لغة الخيال أم هي واقع المرأة؟
- قد تكون لغة الخيال بالنسبة للمرأة إبحارا مؤقتا خارج حدود  الواقع، ولكنها بالتأكيد ليست واقع المرأة. المرأة هي لغة الحياة  وصميمها وجديرة بعيش الواقع بعينين مفتوحتين دون خوف. قد  تحتاج  أحيانا  أن  تغمض عينيها قليلا كي يسقط الإبهار الخارجي في لحظة  مواجهة مع حقيقة الذات التوّاقة إلى التجرد، فتستمدّ القوّة من ذلك الضوء الداخلي غير المحدود هي تحتاج للحظة تأمّل وحلم  ترتفع فيها لتعود أكثر تصميما وبرؤية أكثر وضوحا  وأكثر نضوجا تجعلها  تتقدّم بثبات نحو واقع أفضل. 
{ هل من ديوان مقبل؟
- إن شاء الله هناك ديوان جديد، لكنه يحتاج للمزيد من الوقت.
[email protected]