بيروت - لبنان

اخر الأخبار

28 تشرين الثاني 2017 12:05ص الشاعرة دارين حوماني لـ «اللـــــواء»: تكاثر الشعر يقلِّل من قيمته

أكتب الصور التي تأتيني دون صناعة أو تكلُّف

حجم الخط
تكتب «دارين حوماني»   قصيدة النثر، محاولة  أن تكتب عن المرأة عن الظلم الذي تتعرض له، فتقول في إحدى قصائدها: «وددت أن أصير طائراً/ فقد مظهره الحزين على قمة الجبل/ فخرج من الزمن بقصائد قليلة/لا تقدم ولا تؤخر/إنها فقط موجودة/لأنها أرادت أن تتكلم شيئاً/عن النساء اللواتي مضين الى الموت/في سراديب خرقاء/لا ترى الضوء». هكذا تكتب «دارين حوماني» تصوّر حالة المرأة،  فكيف إذا كانت شاعرة، وعن ذلك تقول عند سؤالي لها عن الصعوبات التي تواجه المرأة الشاعرة «المرأة الشاعرة ينظرون الى جسدها قبل أن يستمعون اليها، ربما بات جزء كبير من الجمهور يرغبون بنوع من الشاعرات اللواتي يتحدثن الشعر بأجسادهن، وهنا لا يعود للشاعرات الحقيقيات مكان.» فإذا بها تخوض في قصائدها  المرسومة بحرفية الكلمة عدة جدليات نسوية او وجودية وهذا ما جعلها تمتلك ناصية الكلمة باتزان. لتجعل من النثر موسيقى شعرية تحتفظ من خلالها بجمالية تحيط بالمعنى. اذ ثمة خاصية نغمية رقيقة الحس وجدانيا وانت تنتقل من ديوان «مقامات الخيبة» الى ديوان  «العبور بلا ضوء» الى سواه من دواوينها الاخرى، ومع الشاعرة «دارين حوماني»  اجريت هذا الحوار.

{ العبور بلا ضوء ما هو وكيف يمكن العبور بلغة الشعر حاليا الى بر القصيدة بكامل مقاييسها؟
- حياتنا كلها عبور بلا ضوء، فالإنسان يختار لكنه لا يختار بنفسه، إنه كائن موضوع في قدر مكتوب، إذاً هو عبور دون رؤية واضحة. أنت تنضجين وكلما مر الوقت تلومين نفسك على قرارات إتخذتها في حياتك،  هذا يشبه أن المكان لم يكن مضاءً بما يكفي لتدركي ما هو مناسب لك.. والعبور بلا ضوء يشبهني ، فأنا أمرّ وأكمل طريقي ربما دون أن ينتبه لي أحد، وقد لا يُحدث شعري أي إنجاز فيرى الضوء..
{ في هذه الاجواء الادبية الملبدة بعدة مستويات منها الضعيف والجيد ولن اقول المركب استطاعت دارين حوماني الصمود واثبات وجودها كشاعرة ما هي الاسس التي اعتمدت عليها في دواوينك؟
- تنتشر الآن قصيدة النثر في فضاء الانترنت بين المواقع بسهولة كبيرة، تكاثر الشعر وكثر الشعراء كما حصل مع كل عناصر المجتمع،  وهذا يقلل من قيمة الشيء ومن قيمة الشعر الذي يستحق أن يقال عنه شعر.. أحياناً أسأل نفسي أين أنا من كل هذا الضجيج، لا أعرف لست أنا من يحكم، أنا أكتب الصور التي تتساقط عليّ غاضبة أحيانا، وأحياناً حزينة وأحياناً تريد الحقيقة، كلها أدوّنها حريصة على أن تنقل الكلمة الجيدة والصورة الجيدة، محاولة أن لا أقع في صف الكلام لمجرد الكتابة والتي كثرت وباتت تسمى الخواطر الخالية من النضج الشعري شعراً ..
{ دواوين بعناوين ابرزها  تزينت بمفردة «خيبة» ما هي خيبة دارين حوماني؟
- الخيبة من هذا العالم كله، مما يحصل فيه، الخيبة من الإنسان، مما يفعل الإنسان بالإنسان، الخيبة من إستخدام الدين ذريعة للحروب على المستوى العام وذريعة للسيطرة على المرأة على المستوى الخاص.
{ مفردة تمزج العمق الايماني بالجوهر الانساني العام ما رايك؟
- الإنسان في جوهره ينزع الى الحرية، والإيمان العميق بالإنسان يجعلنا نفهم لماذا دائماً هناك ثورات على الظلم، لهذا تجد أن أغلب الشعراء الذين بقوا خالدين هم الذين كتبوا عن التحرر من الاحتلال أو العبودية أو أي ظلم يلحق بالانسان. وإن فكرة المعاد التي هي جزء من العمق الايماني مردّها الى التحرر من الموت..
{ الادراك باللغة الشعرية حرفة ام نهج في قصائدك؟
- إدراكي للغة الشعرية كبر ونضج معي، احترفته عندما وجدت نفسي أعشق الكتاب والمكتبة، أفتش من مكان لآخر بين الأحياء الشعبية عن مكتبات فيها الشعر والأدب والفلسفة، كان ذلك منذ صغري وبدأت كتاباتي بعدها..  كتاباتي كثيرة منذ طفولتي نضجت وكبرت معي... لا أجد أني أدركت للغة الشعرية كما يراها الكثيرون،  ربما أنا كاتبة قصائد نثر تخرج الكتابات مني على شكل صور لا تتبع نهجاً ولا هي تعلمت أصول الشعر وأوزانه.. أكتب الصور التي تأتيني كما هي دون صناعة ودون تكلف..