بيروت - لبنان

اخر الأخبار

24 كانون الثاني 2023 12:00ص «الشباب والرياضة»

حجم الخط
الرياضة - من راض يروض - تعني إعمال عضلات الجسم لتقويتها. كما تعني تهذيب الأخلاق. ومن هنا الرياضة بمعنى خلوة نقوم بها للعبادة والتفكّر في ما توجبه على المؤمن حقائق الإيمان. وعلم الرياضيات هو علم غرضه إدراك المقادير، ويطلق على الحساب والجبر والمساحة الخ...
الرياضة هي إذا رياضة جسدية أو جمالية، ورياضة أخلاقية، ورياضة عقلية ومنطقية. وفي عرفنا ان علم الجمال وعلم الأخلاق وعلم المنطق علوم معيارية ثلاثة تتماشى وتتماثل. فكيف السبيل الى التوفيق بين تلك العلوم من طريق الرياضة البدنية وخصوصا تعزيزات للمثل التي ينبغي أن تزرع في أجيال شبابنا الصاعد فعلا؟ هذا ما حاولنا الإجابة عنه في نشيد للرياضة والرياضيين في لبنان (راجع كتابنا «الميزان» - المكتبة البولسية/ جونية، ص٩٧-١٠٣) في محاضرة من محاضرات الشباب في السبعينات (!) من القرن الماضي!
رحم الله ناصيف مجدلاني الذي اقترح حينها تبنّي هذا النشيد، وكذلك بعده المغفور له لبيب بطرس، من غير أن يحظيا بأي تجاوب رسمي. عرض المشروع على وزارة «الشباب والرياضة» المنشقة عن وزارة التربية... لأسباب تنفيعية في حكومة أمست مبدئيا «لتصريف الأعمال» ولم تحرك الوزارة ساكنا حول الموضوع ولا هي أثبتت أي حضور أو حتى وجود في حقل الشباب والرياضة الذي يجعل اليوم وزارة كهذه وزارة سيادية استشرافية! أمضى مثلا الناشط الرياضي أنطوان جورج باسيل/ جبيل خمسين ربيعا من حياته للعمل مجانا في سبيل الرياضة ولا سيما تلك التي تعزز موقع المعوقين في لبنان والعالم العربي عبر تأسيسه «رياضة ذوي الحاجات الخاصة في لبنان (عام ١٩٨٢) و«جمعية التعاطف والعطاء» (عام ١٩٩٥).
ان الغياب المحكم لوزارة كتلك التي تُعنى بشباب المستقبل وقيمهم الأساسية جريمة لا تغتفر. أشير الى هذا الغياب الموصوف والموصول على الرغم من التنويه، قبل تأليف هذه الحكومة الحولاء العرجاء، بدور مدير عام الوزارة زيد خيامي الذي تولّى مهامه منذ عام ١٩٩٣.
الكبرياء في الحياة توازن جميع الشقاوات، فلنحذرها ولو متخفية!

أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه