أيها المسؤول قل هل أنت من البشر أم أنت صخرة صمّاء
والله ان الصخرة أجدى منك نفعا بالخير عطاء
ربما ينبت منها أحياناً أعشاباً خضراء أو شتلة فيحاء
أو ينبثق من أسفلها تراباً رطباً أو يتفجّر بعدها ماء
أتساءل اخبرني هل في وجهك عينان هما عمياء
هل في وجهك أذنين لا تسمع صرخات الشعب الوفراء(1)
أسفي ماتت مشاعرك لأسباب جافية نكراء
واحساسك بكل ما تراه لا يتقبّله بشر من أعمال شنعاء
أوصلتنا الى حالة الفقر والعوز والقهر والبكاء
حطّمت آخر مدماك من أرض الوطن فصار أشلاء
قتلت فينا كل الأحلام والأمال وسلبت حياتنا الهناء
تجرّعنا كاس العلقم المرّ من أفعالك يصعب منه الشفاه
سقتنا الأيام من العذاب كؤوساً ومن المرار رواء
ناديناك واستعطفناك مرارا لترحمنا لكنك لم تلبي النداء
وكلما ناشدناك الرحمة والشفقة بالشعب تزيدنا إقصاء
اعتصمنا أياماً وشهوراً فازداد عنادك وتجاهلت بالإداء(2)
تركتنا وصراخ الشعب وأنينه يذهب أدراج الرياح هباء
فلا تسمع ولا تبصر وكأنك في عالم آخر من مقلة عشواء(3)
ما زلت تحرق القلوب وتضعف النفوس بنار من الاغفال كواء
وماذا بعد كل هذه المصائب من دواهي قاتمة دهياء
ارحم من في الأرض من هذه الويلات ليرحمك من في السماء
فكل آتٍ قریب وما ستلاقيه يوم الحساب من البرحاء(4)
1- الوفراء: الملأى
2- الإداء: التنفيذ
3- المقلة العشواء: العين الضعيفة النظر
4- البرحاء: الشدّة