بيروت - لبنان

اخر الأخبار

13 أيلول 2019 12:07ص الطارئون على الصحافة الفنية شجّعوا مكاتب الفنّانين على قلّة الإحترام

ما من دعوة ولا من لقاء بل تُرسل أخبار ركيكة مع صور لنشرها؟؟

تلفزيون من دون ركائز تلفزيون من دون ركائز
حجم الخط
أكثر من مرة أجّلنا الكلام في هذا الموضوع، وقلنا إن بعض الفنانين ما زالوا قادرين على تنسيق علاقتهم مع المحترمين في مجال النقد الفني والصحافة الفنية التي دخلتها أفواج من المتطاولين على المهنة وخاضوا فيها ما هو أقرب إلى العلاقات العامة و«البزنس» بعيداً عن الدور الأساسي المتمثل في متابعة ما يجري على الساحة الفنية من أحداث وتطوّرات وتيارات جديدة يُفترض أنها من علامات التطوير الفنية.

لكن لا شيء من هذا يحدث، ففي العديد من العروض الخاصة للأفلام الجديدة أو العرض الأول لمسرحية جديدة، ما عُدنا نصادف زملاء. ونقرأ لاحقاً في منابرهم الإعلامية ملخصات عن الجديد من دون تحليل أو تقييم أو رأي، يعني مجرد علم وخبر عن العمل الجديد والباقي فليقم الجمهور بعملية التقييم لأن حضرة المسمّى ناقداً لم يكن عنده الوقت لحضور هذه الفعالية الفنية، لكن هذا الأمر المستهجن يتكرر بكثرة حتى بات قاعدة عمل يومي، وبات النقد صفة غير مستحبة في زمن الصحبة والعلاقات والمصالح، بما يُعطي المبرر الكافي لعدم الكتابة التقييمية وإلاّ إنفرط عقد العلاقات وما من قادر على لأم الجروح بعدها.


أقلام من دون كتبة

وصلت الأمور إلى حد الفلتان المهني، نلتقي بمن يُقدّم أو تُقدّم نفسها من الجسم الصحافي خصوصاً في المواقع الإلكترونية حيث يسهل التلطّي للقيام بكل ما هو غير جيد، خصوصاً ما يتعلق بالـ «سكوبات» المتعلقة بأخبار من حياة هذا الفنان أو ذاك، مع عناوين طنانة عن علاقات وخيانات وتجاوزات، ولا نقرأ ما يفش الخلق عن تغطية ورأي في حفل أو عرض أو فيلم، أبداً. ونحن نقرّ بأن هناك من يتابع هذه الأخبار على سطحيتها، كما نعرف أن هناك مجلات كبيرة في العالم ومنها الفرنسية «لو كانار أنشينيه» المتخصصة بالفضائح والأنباء التي تعتمد على الرصد لبعض الشخصيات الفنية والسياسية على حد سواء للفوز بـ «سكوب» خبري يتيح المجال لمبيعات أفضل للمجلة أو الجريدة، لكن ما ليس طبيعياً أن تتحوّل كل إصداراتنا إلى مطية للأخبار السطحية والخاصة فتلك مصيبة حقيقية.

والأدهى من كل ذلك ما يحصل مع غالبية الفنانين، فكلهم صغيرهم وكبيرهم، الكومبارس كما النجوم، باتوا يعتمدون على ما إتفقوا أنه مكاتب فنية، تتولى إرسال الأخبار والصور التوضيحية لما يرد فيها، إلى العناوين الالكترونية لمن هم على لائحة الصحافة الفنية، وحين تكون هناك ضرورة لإستفهام لا أحد يرد، فيما الفنان دائماً على سفر حتى لا يتحدث إلى أحد و«قل لنا ماذا تريد ونحن نبلغه حين يتصل بنا»، وإذا ما صادفنا فناناً وكان مجبراً على التحدث يعتذر لأن مفكرة مواعيده ليست معه والتواصل مع مدير الأعمال الذي هو في الوقت نفسه يوزع أخباره، يُرسل ولا يرد على أي سؤال، ودائماً هناك مشكلة في اللقاء المنفرد مع الفنان ألف عذر وعذر للإعتذار، ولا باب للتفاهم إطلاقاً.


النقد الفني... غائب


الذي لا يُصدق أن أخباراً تصلنا عن حفلات وإفتتاحات ولقاءات ويُطلب منا النشر وكأن مؤسساتنا تعمل لديهم، أو أننا نعيش من خلال ما يرسلونه كمادة ضرورية للإستمرار. هذه الأجواء نحن وضعنا حداً لها إحتراماً لأنفسنا ومهنتنا ووضعاً للحد المطلوب لكل الفنانين غير المحترمين الذين يتعاملون مع أمثالهم من «بسطجية المهنة» الذين يحملون الأخبار ولا يصنعونها، ينقلونها ولا يصوغونها ويضعون المحترمين من أهل الصحافة في خانة واحدة لا قيمة لهم ولا إحترام.