بَلَغَ الحدس عند العرب من ذاته حدّ العقل بل الفعل راودت خواطرهم المستفيقة من حين الى آخر وبين زمن وآخر، اكتشافات متسارعة وإنما غير موصولة لأنها غير مبنية على كينونة بل على فلسفات خبر وشائعات وما إليها...
أول من افتتح الطرقات، وجعلها على الطراز الحديث المعروف بعرض 20 - 25 متراً، هم العرب. وهم أول من جعلوا للطرق أرصفة في الأندلس.
أول من غرس الأشجار على جانبي الطريق، وأول من أنار الأزقة بالمصابيح هم العرب.
أول من أدخل البرتقال الى أوروبا وأول مَن نقل الورق إليها، وأول من استعاض من الرق بالورق، وأول من صنع الورق من الخرق هم العرب.
أول من أدخل السكر الى أوروبا هم العرب عندما فتحوا إسبانيا، وهم أول من أدخل زراعة القطن الى أوروبا، وكان أول استعمال القطن في بلاد العرب سنة 6 هـ./ 627م، وفي إسبانيا في القرن السابع، وفي إيطاليا في القرن الثامن، وفي انكلترا في القرن الحادي عشر، وفي بومباي (الهند) في القرن الثالث عشر.
وأول مدرسة في أوروبا، أسّسها العرب في سالرن بإيطاليا.
وأول مرصد في أوروبا، أقامه العرب في اشبيليا بإسبانيا.
وأول من أنشأ الصيدليات، وأول من اشتغل بتحضير العقاقير هم العرب.
وأول من اشتغل بالتخمير والتقطير، وأول مَن استخدم المرقد (البنج) في الطب، والكاويات في الجراحة، وأول من استعمل مركبات الزئبق في الأمراض الجلدية هم العرب.
هل يعود للعرب مجدداً شرف السبق في التأليف بين الأشياء والعزوف عن العنصرية والانفتاح المتزايد على العالم، وخصوصاً في هدي وطننا التعددي الذي، على الرغم من صغر رقعته بل بفضلها، يتجلّى مدرسة في الحب والتثاقف المثري؟
أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه