من حظي بنعمة الذكاء، فليخشَ أن يحكم عليه حكما أقسى إن هو تبيّن متهاونا.
كل امرئ يحتاج الى مؤازرة من الآخرين. وما دام السواد الأعظم من الناس ليسوا مسؤولين عن مصلحة كل منهم فلا قائمة لعدالة اجتماعية بينهم. الشعوب المظلومة لا تحرّر نفسها ما لم تمتلك القوى الضرورية لذلك. والواقع ان الطبيعة البشرية تتماسك وتتكامل لتسير العالم.
البخيل في قوم لا يسعى وراء مصلحته الشخصية بقدر ما يتجاهل مصلحة الآخرين. انه فريسة أمراض الأنا من أنانية ومركزية أنا وأناوية. الإنسان لا يستطيع أن يعيش لنفسه فثمة آلاف من الخلايا تربطه بأبناء جلدته. وبقدر ما لا يحق له أن يستثمر السعادة التي لم يسعَ إليها، لا يحق له أن يستثمر الثروات من غير أن يشقى في سبيلها أسوة بالآخرين، ما لم يشأ أن يعتبر ميتا في نظرهم. والإنسان المتقوقع في ذاته، حزام أمانه جد قصير.
ينعم الدهر على بعض ناسنا بانعامات جائرة في معظم الأحيان، فيقطفون كل القطاف من الثمار ويأكلون منها بعض الأكل ويرمون أكثره للكلاب والهررة في حين ان الفقراء لم يخرجوا بعد من خطابة أسيادهم أو القيّمين عليهم. يتغنّون حتى بالمقتنيات والمال الحرام والمشكلة رابضة في تلوث أذهانهم. ولكن، كيف ترانا نحافظ على وجهنا الروحي وحتى الثقافي التعددي على سطحيته، في حين ان كل جماعة منا مرتهنة بالخارج؟ يتفاقم خطر المستفيدين من جمودنا وتقهقرنا قبل أن يستفيدوا من ثرواتنا البرية أو البحرية. انها السمكة الكبيرة تلتهم السمكة الصغيرة...
لسلوى في كل ضحى بلوى وفي كل نادٍ نجوى وفي كل مساء شكوى وإن هي لم تخلُ من التقوى... لقد طال تقاعسها وتقاعس مثيلاتها، فلتقدم قبل الرجال، ما دام ربع رجالنا باتوا يؤيدون المساواة!
أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه