وجوه النّاس اشكال وسمات منها قذارة الباطن أو طيب النقاء
منهم من يظهر لك الوجه البريء الودود وبداخله الحقد وحياة الالتواء
منهم من يتكلم دون تفكير لكن قلبه كالطفل البريء ومنهم يتكلم بغباء
ومنهم من ذوي الوجوه المتلونة تحتار في امره أهو من العقلاء أو الجهلاء
منهم المستقيم سيراً في مسيرة حياته فعلاً وقولاً لأنه يهاب رب السماء
ومنهم الخبيث الذي يظهر ما لا يبطن لتنجلي حقيقته من كذب بدهاء
أحياناً تكتشف ان الذين يسيرون بالدين على صراط مستقيم دون رياء
صدفة تراهم من ذوي الفتنة التي توقع بين النّاس بجور الآراء
ما اصعب من يؤدي فروض الدين بأوقاتها ليوهمك انه من اشرف الشرفاء
فجأة تسمع عنه قصصاً مؤلفة منه ليوقع بين النّاس بأقوال كلها افتراء
غاب عن ذهنه ان السفينة التي يرجوها لا تسير على أرض جرداء
ترى لماذا يخدع النّاس بتقمص وجه التقوى بالصلاة والايمان والصفاء
وفي داخله قلب حقود مشحون بالكراهية والانانية والشحناء
لماذا هذا التعامي يا ابن آدم هل الفتنة عندك بالاكاذيب من الأهواء
ألا تعلم ان الفتنة أشدّ من القتل واعظم من الإفك والأعمال الشنعاء
يا صاحب الفتنة الا تخاف القادر الخالق ليبليك بأشد أنواع الابتلاء
ألا تخاف العين التي لا تغفو وترى الباطن قبل الظاهر حتى في الحوباء(1)
لا شك تلك صفات الجبان الحقير الاناني الذي لن ينال الهدف والرجاء
لأن الكذب ساعة والحق حتى قيام الساعة اتعظ يا ابن الخبثاء
وما اكثرهم في هذا الزمن الرديء وهؤلاء لا يعرفون خط استواء
1- الحوباء: النفس