بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 آب 2022 12:00ص الفرص السانحة!

حجم الخط
أن نرى ظلالا ونعتقد انها أشجار، فالأمر مؤسف. أن نرى أشجارا ونعتقد انها ظلال، فقد يكون الأمر مميتاً. ان الفرص السانحة تحصل للجميع ولكن، قلّة هم الذين يدركون انها حصلت لهم. وان أفضل سبيل للإفادة منها، هو الإخلاص لها في نزاهة وعن استحقاق.
الفرص السانحة في كل مكان. والرجال الرجال وكذلك أخواتهم لا يتذمّرون من عدم حصولها في حياتهم. ولكن، لا ينتظرن امرؤ فرد حصول فرص مثالية أو أفضلها على الإطلاق، فانها لن تحصل أبدا نظرا الى معطوبية الإنسان.
أبشع أخطائنا أن نفوّت فرصة إيجابية. انها نادرة كالأوكسيجين الذي نتنشقه. تتضاعف ما دمنا نتلقفها ولكنها تتلاشى ان نحن أهملناها. والحياة سلسلة موصولة من الفرص. فحذار، لأنه عندما يغلق باب ما يفتتح باب آخر ولكن، كثيرا ما نطيل النظر الى الباب المغلق فلا نرى الباب الذي فتح لنا.
وبعد، قد تكون أهم فرصة سانحة لمجتمعاتنا هي يوم ندرك، أخيرا، ان لا فائدة ترتجى من الاستكبار والاستصغار. لا حاجة الى التشامخ والعيش في رواسب أسطورة «عظمتنا» دون سوانا، وان فراغنا هو أولا وأخيرا فراغ روحي فكري على السواء. أليس ما يراه طلاب مبتدئون أسطورة وبطولة، يراه أستاذهم المخضرم حكاية فراشات اجتماعية؟
ان الفرص السانحة تختلف كليا عن اختلاق الفرص الشخصية أو الجماعية لأغراض محض أنانية.

أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه