بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 كانون الثاني 2023 12:00ص الفنان عمرو فهمي بين التراث الإنساني الشعبي والتفاعلات البصرية

من أعماله من أعماله
حجم الخط
تشهد الصورة الساخرة على فن الكاريكاتير في الكثير من المرافق المرتبطة بهذا الفن إلا أن الفنان المصري «عمرو فهمي» منحه تراثا شعبيا يميل الى أرشفة مجتمعية مرتبطة بعدة وجوه سينمائية وفنية،  وأدبية وأخرى فكرية وثقافية وبعضها كرنفالي، وكأنه فتح لوحته على شاطئ الإسكندرية تحديدا، ليستكملها بشكل شمولي مصري وآخر عربي، ليؤكد على قيمة الإنسان بعيداً عن التسلسل الهرمي الإجتماعي الذي يرقى به الفن بعيدا عن متاهات التصنيف. فابتكاراته في رسوماته التي تشهد جماليا على ايحاءات العمق الإنساني في الوجوه التي يرسمها متجاوزا بذلك التقسيمات الإجتماعية المرتبطة أولا بأهل الفن، ليجعل من الشخصيات وجوها شعبوية محببة الى النفس بقدرة تجمع بين التراث الإنساني الشعبي والتفاعلات البصرية المرتبطة بمقدرة فن الكاريكاتير على ترجمة الزمن كرقص الفنانة تحية كاريوكا، وغناء الفنانة «ليلى مراد» والكثير من فناني الزمن الجميل، برسومات يوازن من خلالها بين التقليد الفني والأسس الجمالية في خلق المتعة البصرية الكاريكاتورية البعيدة عن الضحك، ولكنها تبث الضحكة الصامتة بمتعة مرادفة للفن الذي يمارسه هؤلاء. فهل اكتشف الفنان «عمرو فهمي» الفجوة بين الفن التشكيلي والتمثيلي من خلال فن الكاريكاتوري؟ أم أنه مارس لعبة الجمال الشعبي المرتبط بالذاكرة وبالوجوه التي رسخت في عالم الفن تحديداً؟ أم أنه يرفض السخرية الشعبية ويتبنّى الفرح المنبعث من شخصيات حققت شعبية قوية في مسارها؟ وهل يمكن اعتبار هذا نوع من الفن الكاريكاتوري الهادف الذي يحمل عدة مفاهيم جمالية قوية فنيا؟
نزع الفنان «عمرو فهمي» فتيل الكوميديا الساخرة من فنه ومنحها كوميديا متعة تصويرية كاريكاتورية بشكل ملحوظ تعتمد على كسر الرتابة عن القرن الماضي، وتجديده كاريكاتوريا لتنتمي له لوحاته، ولتكون بمثابة التجديد لهؤلاء الذين اطلقوا ثورة الفن السينمائي في بداياته مصريا وبشكل شعبي. إذ صقل الفنان المصري «عمرو فهمي» ريشته الكاريكاتورية فأبعدها عن السخرية، وتركها ضمن الإستنتاجات التي تؤسس للقيم الإنسانية بشعبية تشكّل عدة مشاهد كوميدية تناولها من خلال عدة اختلافات تقنية في إطار تصويري تتجدد من خلالها المفاهيم البصرية، المرتبطة بنوعية هذا الفن بعيدا عن التهكم الذي يصاحب عادة بعض أساليب هذا الفن. فهو ترك لوحاته مفتوحة على أزمنة جميلة منها الهزلي ومنها المحمل بقواعد التمثيل الراقي الذي عرفناه سينمائيا في مصر، والذي وصل الى المجد، مما يجعلنا نتساءل ما هو الضحك في فن الكاريكاتير عند عمرو فهمي؟ وما هي المتعة البصرية التي تحفز هرمونات الفرح عند تأمل لوحات الفنان «عمرو فهمي»؟ وهل من ثقافة كاريكاتورية خاصة يمكن وضع عنوان لها هو المرح الفني لفن الكاريكاتير الصحفي عند الفنان «عمرو فهمي»؟ أو كما هو الحال في عنوان هذا المقال؟.. إذ يزن بصريا الحركة،  ويشحن المعنى دون مبالغة، لتطغى السمات الشخصية على ما ينتقده وما يتركه في نفس المتلقي بشكل كوميدي بعيد عن التشويه الفني أو المفرط. فريشة الفنان «عمرو فهمي» الشعبية في تفكيرها العقلاني والعاطفي هي تفاعلية متقنة لخلق كيميائية بين صفات الشخصية وردات فعل الذاكرة الزمنية عنها وقبل كل شيء جعلها في متحف الفن راسخة وقادرة على حفر وجودها الفني من خلال فنه الكاريكاتوري. هل استطاع إثارة التوافق بين التقليد والتجديد في فن الكاريكاتير أم أنه قوي الملاحظة بما يكفي لخلق بصمة خاصة به والتي تشكّل نوعا من التمثيل الفني أيضاً؟ وهل الصفات الشهيرة لشخصياته مزجت بين ما هو مقنع وما هو مثير للبهجة في هذا الفن بعيدا عن الضحك؟