بيروت - لبنان

اخر الأخبار

2 شباط 2021 12:00ص الكورونا: ما لها.. وما عليها!

حجم الخط
في هذا الزمن العصيب، وخصوصاً في بلادنا، وهو زمن سالت فيه دموع النساء والأطفال وتحجَّرت عبرات الرجال في المآقي، وبكت قلوبهم دماً، في ودّي أن أُبدي بعض الآراء:
1- لا يُعقَل أن تكون الكورونا نتيجة عطل في الطبيعة التي ليست في حاجة إلينا، وبأولى حجة نتيجة غضب إلهي!
2- ساهم الوباء في انحدارنا الاقتصادي والمالي والاجتماعي: نحن وحتى العالم بأسره ولو بدرجات. فرّق بين النّاس وباعد بينهم، وقضى على طقوسنا الدينية الجماعية.
3- ساهم أيضاً في تدهور مستويات التعليم.
4- خلط بين اخفاق بعضهم الشخصي والاخفاق المتأتي من الأوضاع الصحية والسياسية.
5- غيّر ردّات فعلنا المعهودة سلباً وإيجاباً وخلّف مناخات من الشك والحذر والوساوس على العموم.
6- تسبّب هو والوضع الاقتصادي - المالي - السياسي بهجرة النخب والأدمغة.
7- سيستغلّ في الانتخابات إن هي حصلت في تعزيز واقع المال الانتخابي وحمل المنتخبين علی الاكتفاء بالنزر اليسير من الرشوة وما إليها، وكذلك على التجديد القسري للطبقة السياسية عينها.
8- ولكنَّ الوباء أعطى دروساً في التواضع والمساواة عند كبار الناس وصغارهم.
9- أعطى دروساً في التضامن ولو عن بُعد!
10- أدّى الوباء إلى إيلاء الصحة والبيئة وقادة الرأي أهمية أكبر، أقلّه في بلاد الناس!
ستختلف كل المعايير والأهداف تحت كل سماء. في غمر المأساتين الرهيبتين المتفاعلتين عندنا، نجد مسبّباً واحداً لوقوعهما، هذا المسبّب هو الاستعمار الجديد يتلاعب بمقدراتنا كيف شاء، ويساوم على حقوقنا بلا وجل ولا حياء، كنّا وصرنا أكثر فأكثر، بفضل عملاء مختلفين، كاليتيم القاصر، تفرَض عليه الواجبات وتُرسَم له خطوط الحياة بل الموت.. من غير أن يُؤبَه لحقّه، أو يُلتفت إلى شكواه. ولكن العقلية الاستعمارية بقيت على ما كانت عليه من عناد واعتداد وفساد، يؤازرها فاسدون محليون، فشاءت أن تمثّل دور الذئب في قطعان الغنم.
عليك نفسك فتّش عن معايبها، يجب أن يستحيل الوادعون المسالمون من الشرفاء العقلاء في بلادنا، أُسوداً تتحدّى الموت ولو في الخفية في سبيل الحق والحرية والكرامة. اغتصب الأعداء عقل الغرب قبل أن يغتصب أرض الشرق. فلنتذكّر ذلك ونعمل في هدي هذه المقولة الأساسية في عرفنا.

أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه