في كتابه الواقع في جزأين بعنوان («مرايا الأحوال» - أبحاث في أحوال البلاد والعباد) ينقل اللواء الركن المتقاعد ياسين سويد تجربة حياته الغنية في تنوّعها وعطائها من خلال سرد سلس ولغة محبوكة بصياغة أدبية، ينقل هذه الحياة على الورق بتنوّع يندر أن نجده في كتب أخرى.
ففي الكتاب، بجزأيه، تنوّع متفرّد نجد من خلاله العسكري صاحب المسؤوليات الهامة والشاعر بإبداعه المتميّز، والسياسي بآرائه البانورامية والذاهبة عميقاً.. وسيرة شخصية تتضمن حياة حافلة بالمتغيّرات والتنقّل بين مواقع المسؤولية.
كل ذلك من منطلق وطني وقومي يَسمُ الكتابة بنكهة نجدها في كل ما كتب من تنوّع.
في الجزء الأول الذي يهديه إلى الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهذا الجزء يتضمن 40 بحثاً ما بين المقال السياسي حول مشاكل المنطقة والنظام، ورأيه في الاستراتيجية الدفاعية وحول كتابة تاريخ لبنان، وشيئاً من مذكراته عن الحرب الأهلية اللبنانية ومجرياتها، وكذلك يبحث في قضية «الديمقراطية التوافقية» وعن محبة الطائفية في لبنان وكيف انها ليست قدراً وكيف يمكن التخلص منها. وينهي الجزء الأول بنداء إلى الرؤساء الثلاثة: من المسؤول عن عدم تطبيق الدستور؟!
في الجزء الثاني من الكتاب، وتحت باب (أبحاث لبنانية)، مقالات عن الطائف والطائفية والدستور المنسي، ويقف عند وثيقة بكركي ويعتبرها دستوراً ثانياً للبنان، ويتساءل متى يحترم اللبنانيون دستورهم؟..
وفي باب (أبحاث قومية)، يُركّز على قضية القدس مع سرد تاريخي حول الصراع عليها ودور صلاح الدين الأيوبي، ويتساءل في الباب عينه (الفلسطينيون إلى أين؟).
ويأخذ الأقصى حيّزاً هاماً في الكتابة ويعتبره مع فلسطين والقدس الامتحان الأخير للعرب والمسلمين. ويدعو إلى إنشاء حركة إسلامية عربية للدفاع عن المسجد الأقصى.
ومن خبرته العسكرية، ينطلق ليكتب عن النموذج الإسلامي في الإدارة العسكرية خلال العهد الإسلامي الأول ويركّز على شخصية عبدالرحمن الغافقي.
ويتضمن الجزء الثاني أبواباً تتعلق بذكريات المؤلف حول وقائع تكريمه في المحافل الثقافية. ويضمُّ الباب قصائد تتنوّع ما بين الوجداني والوطني.
وينتهي الجزء الثاني بموجز عن سيرة حياة الكاتب.
كتاب متنوّع وغني بتنوّعه يلخّص حياة شخصية تنقّلت في مواقع مسؤولة مع تجربة حياتية مميّزة في باقة تجمع ما بين الحياة العسكرية والسياسية والأدب والسيرة الذاتية.