عن (مبادرة فلسطين) ومن خلال وقائع الندوة التكريمية التي أقيمت تحت رعاية (مركز كيمبردج لدراسات فلسطين) في مطلع آذار 2022 تحت عنوان: «سيرة ونضال المحامي عمر زين»، صدر كتاب بعنوان (المحامي عمر زين - أقوال وشهادات - سيرة حياة ونضال) وجاء في كلمة «مبادرة فلسطين»:
«نشير الى اننا ما أبحرنا في التفكير بإقامة هذا المشروع التكريمي والذي يتضمن احتفالية تكريمية أثيرية وإصدار كتاب تكريمي لمجرد ذكر بعض الأمور العاطفية وللمرور مرور الكرام على بعض المواضيع الشخصية أو فقط لذكرها للأستاذ عمر زين من أيادٍ فواضل في الحقول المتعددة وإنما نود استفزاز الذاكرة وتحريك العقول وإثارة العواطف لتأتي بالذكريات على أن تصبح هذه مقفزة نصب عليها مكبر صوت ليتسنّى لنا إذاعتها للقاصي والداني ولكي نحفزها للأجيال القادمة من أبناء أمتنا في كل مكان ولكي تصل لشعوب العالم كشهادة انتروبولوجية عن حياة مجتمعات الأمة العربية ولا سيما الشعب اللبناني في حالة الأستاذ عمر زين».
ومما جاء في كلمة مسؤول (مبادرة فلسطين) أ.د. مكرم خوري - مخّول «ليستميحني القارئ الكريم عذرا، إن قلت بأنه عادة ما يقوم أصدقاء شخص ما بتكريم الراحلين من صديقات وأصدقاء إلا انه لم تولي الجهات المتعددة الاهتمام المطلوب بجمع خلاصة تجارب من سبقنا (ليس في أمسية عشاء رسمي سريع) في هذا المضمار وهم على قيد الحياة. لقد قمنا لغاية الآن في هذا البرنامج بتكريم شخصيات فلسطينية والأستاذ عمر زين هو الشخصية غير الفلسطينية الأولى التي يتم تكريمها في إطار توسيع هذا الأفق، وهدفنا ان يربط هذا الكتاب (والكتب القادمة في هذه السلسلة) بين الماضي والحاضر - والحاضر المستمر دون توقف أو انفصال زمني. فالدارس لتاريخ «سوسيولوجيا المهنة» في إطارها الاجتماعي، يلاحظ أن المهن تلعب دورا في النهضة الثقافية في كل مجتمع وذلك عبر شبكة العلاقات داخل وخارج المهنة (مع المهن الأخرى) في إطار حركة دؤوبة تصهر أهم المشاريع الحضارية والقومية بالتعاون مع الإعلاميين والمثقفين والأدباء الذي يزخر بهم هذا الكتاب.
إن التعاون الطيب، والجهد الرائع الذي قامت به عشرات الشخصيات العربية مستجيبة لمشروع «مبادرة فلسطين ١٠٠» في تكريم الأستاذ عمر زين يقع في إطار الحفاظ على التراث العربي ككل وفي بلاد الشام على وجه التحديد، لا بل لتحصينه من أية محاولات لنسف هذا التراث أو قرضه، فمن تحريك عقول الأصدقاء وحثّهم على كتابة مادة من منطلق شخصي وكيفما يرونه نقوم بتوثيق ما لم يوثق وببلورة تاريخ جديد إذ ننقل - مادة عاشت في سراديب العقول- إلى دائرة ومركز الضوء وبهذا الاهتمام نجعل لبعض مكونات التراث من هذا الحاضر المستمر الذي ينسل من بين جنبات الماضي ليشكّل المستقبل».
ويضيف: «العمل على إنجاز مثل هذا الكتاب لا ينبع فقط من أهميته دراسة مسيرة شخصية كمادة «تاريخ» والتطرق إليها كعملية تابعة للماضي البعيد أو على شكل «تراث» يتعلق بـ«القدامى والعتقية»، بل إن كل فصل من فصول الكتاب هو شهادة مميزة تعكس تفاصيل حركة مهنية - اجتماعية - سياسية منيرة دمجت المحلي بالإقليمي والدولي، وهي تروي سيرة شخصية عبر تفاعلها مع شخصيات أخرى ذات رؤى سياسية ملتزمة، كما وتعكس حياة أمة جرّبت أنواع متعددة من الاحتلالات في هذا السياق، يتمتع أ. عمر زيـن بعـدة ميزات مهنية واجتماعية وقومية أهّلته لكي يكون مركز هذا الإنجاز عنه إذ يقوم زملاؤه وأصدقائه برواية قصص العمر عن «عمر» الذي عايش عن كثب مسيرة الأمة العربية منذ النكبة والوحدة العربية وما زال يراقب دهاليز التحركات السياسية في العقد الثالث من القرن الـ٣١ وهو ما يؤهله أكثر من غيره، أن يكون مركز جاذبية لمسيرة هذه الأمة. حيث لا ثقافة - لا شعب ولا أمة، ويثبت المساهمون تكرارا عبر كتاباتهم وجود شخصيات تفاعلت مع محيطها وبنت مدماكا إضافيا في ثقافة أمّة كانت وما زالت تناضل لاسترجاع الأرض والحق».
يتضمن الكتاب 70 شهادة من نخبة شخصيات فاعلة في مختلف القطاعات من سياسية وقانونية وإعلامية واجتماعية، تتحدث عن معرفتها بالسيرة الوطنية للمكرّم ومختلف أوجه عطائه في أوجه نشاطات الحياة المختلفة والتي تميّزت بالتركيز على الالتزام بالقضية الفلسطينية والقضايا العربية بشكل عام واهتمامه بكافة نواحي الأنشطة الإنسانية والتزامه القومي من خلال تسلّمه مسؤولية الأمانة العامة لاتحاد المحامين العرب وفي كافة مجريات حياته حتى اليوم.
(يقع الكتاب في 240 صفحة من القطع الوسط)