بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 تشرين الثاني 2020 12:00ص المصير؟!..

حجم الخط
طروحات جديدة علنية بدأت تتردد في تصريحات مسؤولين سياسيين وروحيين وكلها تتركز أو تلمّح بشكل مباشر أو غير مباشر إلى مصير الوطن المهدّد بأصعب ما يُمكن أن تتهدد به الأوطان ألا وهو الزوال.

لن ندخل في تفصيلات ما قام به سنة 1920 وما قبل ذلك الجنرال غورو ومن معه من روحيين وسياسيين وما كانت الأهداف يومذاك وربما ما زالت وهذا يُبرّر دخول فرنسا على خط الأزمة اللبنانية التي تزداد استفحالاً مع مرور الوقت، استفحال ربما يؤيّد وجهة نظر من يصرّح أو يلمّح إلى مصير الوطن.

دراسات وأبحاث كثيرة من وجهات نظر متعددة تعمّقت في تحليل وتشريح تلك الفكرة وما آلت إليه من تنفيذ على الأرض من خلال ضم مناطق معروفة إلى منطقة ما كان يعرف بالمتصرفية حتى انتهى الأمر إلى إعلان قيام دولة لبنان الكبير على مدخل قصر الصنوبر في بيروت. بالطبع يعنينا التاريخ والمعطيات التي آلت إلى ما آلت إليه رغم انه لغاية الآن لم يتم الاتفاق على وجود كتاب تاريخ موحّد يوضح للأجيال الحالية والآتية تفصيلات هذه المعطيات وملابساتها.

لكن الأهم من كل ذلك.. إن ما حصل قد حصل ونحن الآن على الرغم من كل الشوائب التي تشوب الوضع نحن نعيش في وطن له مقوّماته الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وكافة المقوّمات التي هي أسس بناء الأوطان.

فهذه الملايين الموجودة على أرض هذا الوطن ليست معنية بتفصيلات الماضي أكثر مما هي معنية بأمور الحاضر ومشاكله وسبل الحياة اليومية فيه.

لكن هناك شريحة من الطبقة السياسية الفاعلة في البلد يبدو وكأنها تشدّ الحاضر إلى الماضي لغايات تبدو معروفة مبنية على مصالح قد تكون في معظمها شخصية أو فئوية.

وفي هذا من الظلم لبقية من هم في هذا الوطن الشيء الكثير إذ نحن في زمن قيام الاتحادات والوحدات وليس عكسها!!..

وفي نظر بعض المفكرين أو معظمهم ان ما يجمع بين أبناء هذا الوطن هو أكثر مما يفرّق، ومهما بلغت الخلافات حول احتلال المواقع والمراكز والمسؤوليات، فإن هذا لا يوصل أبداً إلى تجاوز الخطوط الحمر والتطرّق إلى البحث في مصير الوطن برمّته وكأن الأمر من السهولة من خلال اللعب بمصير ملايين الأبرياء الذين كل همّهم يتركّز في حياة كريمة في وطن يؤدّون واجباتهم تجاهه ويقوم بتقديم الحقوق المتوجبة لهم عليه.

لذلك.. المطلوب بعض التروّي من أصحاب المقامات والمراكز والمسؤوليات في التصريح والتلميح إلى موضوع المصير والقليل من صفاء النوايا لحل ما علق من مشاكل وعقد.