بيروت - لبنان

اخر الأخبار

9 تموز 2021 12:00ص المعنى الفني التشكيلي لأهمية الفكر والقراءة في الحياة

لوحة الفنانة المغربية نجلاء لحبيبي

حجم الخط
تعزز الفنانة المغربية «نجلاء الحبيبي» ألوانها وفق التدرّجات البصرية الخصبة بتعبيراتها الثرية، المؤكدة على أهمية القضايا الفكرية، وبروزها في الفنون التشكيلية، ضمن لوحة تحاكي الأدب والكتاب، وهموم القارئ أو الأحرى فقدان الكتاب الورقي في ظل شبكات التواصل الاجتماعي، بفن يميل إلى إبراز أهمية الرؤية المتماسكة، لمنهج لوني فطري يتمسّك بالضوء والظل، وبمفردات اللوحة وتوازنها، بوصف ذي تأملات مفتوحة على القضايا الجمالية في الفكر والأدب والفن، المرتبطة بريشة تداعب الأفكار، بشاعرية تتجلّى في السياق البنيوي للوحة بعيداً عن التفاوت بين الخط واللون، والقدرة على منح اللوحة شفافية ذات مباهج فنية تتميّز بالسلاسة، والعذوبة ضمن التماوج اللوني المتناقض بين الفواتح والغوامق، وبنظم نغمية يستسيغها البصر بغنى الأصفر والأزرق، والسيمترية بين الأشكال التي تمنحها الكثير من المتناقضات بين العلو والانخفاض وتحت وفوق، إضافة الى الايحاءات الصامتة في القبعة الكبيرة. فهل من لغة خاصة في الفن تبثّها نجلاء لحبيبي هموم المنطوق بصمت الريشة المغمّسة بمفارقات الألوان؟ وهل من أنثوية شاعرية في لوحاتها؟ أم انها تمنح الكتاب مساحة مهمة في لوحة تخاطب بها قضايا الفكر وأزماته؟

تقلبات ضوئية تتضمنها الألوان في رؤية إيجازية حسية وأساسية للتمييز بين الفوارق والمتناقضات خاصة بين القبعات والكتب والفراشات، بكفاءة تحفيزية هي لالتقاط التمثيلات الداخلية للشبكة المتوازنة بصرياً ضمن نقاط وهمية، كبيانات مبنية على الإدراك الحسي في الفن، بمنطق بصري يسمح بالوصول الى المعاني التي تندرج تحت مسميات الفنون الصامتة، والموحية للكثير من القضايا المرتبطة بترسيخ التعبيرات وقوتها بناء على المحفزات، والأسس التي تستنهضها الريشة، وتشارك مع المتلقي في فهم الألوان وتوزيعها، بل واندماجها الإيقاعي في مختلف النغمات الحسية التي تؤدي الى مواءمة الخصائص للتفاعل تشكيليا مع جمالية العناصر الأساسية في هذه اللوحة تحديداً، التي تؤثر على المعنى الفكري في الفن، وقدرته على حمل قضايا المعرفة، باهتمام بصري ذي آلية ديناميكية متحررة من المعايير التقليدية، متضمنة البنية الحقيقية للون، وقدرته على حفظ المتناقضات وفق متغيّراته التقنية. فهل الإحساس اللوني هو شاعرية خاصة تتكوّن في انسجام مع اللحظة الخاصة بالرسم؟ أم أن نجلاء لحبيبي منحت ريشتها جمالية الفراشة وألوانها؟

تتجاوز لحبيبي تماوجات الألوان المتأثرة بالضوء، معتنية بالجوانب المختلفة للشكل الذي يتناغم مع الأشكال الأخرى، وبمعرفة فنية مصقولة بالرؤية البصرية ومفاهيمها التي غالبا ما يتم منحها تشابكات لتفاعلات هي تحولات موجية، لتدرّجات الألوان الخاصة، المرتبطة بالقدرة على التوفيق بين دمج العناصر وتوزيع الأشكال، فالخطوط اللونية ممتعة توقظ الإحساس بشاعرية جمالية تدعم الفضول الفكري الذي غرسته بمشهدية الكتب المختلفة في لوحة سمحت بإدراك المعنى الفني، ضمن الإمكانيات المختلفة لريشة قادرة على إنتاج الكثير من الظواهر الملونة، وفق قياسات الضوء المختلفة وتأثيراته الفيزيولوجية على العين، وبالتالي على الاحساس بتناغم وتناقض متزامن مع التنوّع بين الأشكال ونقاطها الأساسية، لخلق انطباعات هي خليط يتميّز بقوة تعبيرية خاصة، تمنح العين جمالية تبعث الطمأنينة والرقّة، بشغف موسيقي يميل الى التداخل بين النغمات اللونية ومعانيها المختلفة في التوزيع الذي هو مركز التحليل البصري الأساسي، كبناء فكري للكتب التي تستقر بين الفراشات والقبعات، وبميزة مفاهيم الألوان في الثقافة الفنية الشرقية تحديداً، معتمدة نجلاء لحبيبي على تصورات تخيّلية تسمح بتجسد االلون الأزرق تحديدا للتحرر من القولبة لمعنى المكتبة الثابتة. فهل هذا نوع من المعنى الفني التشكيلي لأهمية الفكر والقراءة في الحياة؟


dohamol67@gmail.com