في هذا الوطن من المفارقات ما لا يوجد في غيره انطلاقاً من قانون النسب..
فأصحاب المليارات هم فائض نسبي مقارنة بعدد السكان ومنهم من هو موجود في مواقع القرار والمسؤولية..
ومن جهة أخرى، هناك جرّافة حاضر مرير مرّت على البلد جارفة معها كل ما يسمّى طبقة وسطى وكل من كان يعيش (خبزنا كفاف يومنا) وخلقت حالة عامة من العوز والفاقة يرتجف القلب من هولها..
وهنا السؤال:
ماذا فعل أو ماذا قدّم أصحاب المليارات لهذا الشعب المنكوب بوجودهم؟ لم نسمع عن مبادرة من أحدهم تساهم في حل المشكلات اليومية للناس التي تعيش ضنك العيش..
في مجال الطاقة والدواء والغذاء إلى آخر سلسلة المصائب التي تتوالد كل يوم..
هل يُمكن الدخول إلى عقولهم لمعرفة كيف يفكرون بواقع هذا الحقل الذي اغتنوا من محصوله؟!..
خطابات وتصريحات بالجملة والمفرق حول الوطنية ومرادفاتها، فماذا فعل أصحاب المليارات من أجل وطن لن يبقوا إذا لم يبقَ؟..
كيف ينظرون إلى مآسي أناسهم التي بات تكرارها في وسائل الإعلام لا يسبب إلا اليأس منهم وبعد قليل ربما من الوطن والوطنية.
قبل الثورة الفرنسية التي غيّرت في العالم ما غيّرت وخلال أزمة خبز في فرنسا قيل لـ«ماري انطوانيت» ان لا خبز في فرنسا فقالت لهم «ليأكل النّاس بسكويت».
فهل ينصح أصحاب المليارات بأكل الـ«بيتي فور»؟!
ولا بأس من التذكير بأن الكفن ليس فيه جيوب.