مزجت المؤلفة الموسيقية «ليال وطفة» المولودة في دمشق بين النص المنطوق والنص المسموع بسرد موسيقي يميل الى ترجمة المشاعر عبر الآلات المختلفة التي استخدمتها في الموسيقى التصويرية الخاصة بمسلسل «المشوار» وبتركيز نفسي على المواقف التي تجمع بين التراجيديا وغيرها، وفي عدّة مشاهد مختلفة أثبتت قدرتها على منح الخيط السردي حسّا موسيقيا يتصف بالجمالية التخيّلية، بحيث استطاعت جعل موسيقى مسلسل «المشوار» أن تحمل العنوان موسيقيا والذي يحدّد قوة الميلودراما السمعية في هذا المسلسل تحديداً، ومؤثراتها القائمة على المكوّنات التقنية في اختيار أصوات الآلات وقُربها من الأشخاص في المسلسل، بمعنى أن لكل حدث مقطوعته والهروب هو سمة موسيقى مسلسل «المشوار». فهل استطاعت الموسيقية «ليال وطفة» تكييف المشهد عبر موسيقاها؟ وهل كل موسيقى تتماشى مع المشهد؟ أم أن ليال وطفة نجحت في حبك الموسيقى التصويرية مع هذه الدراما؟ وليال وطفة عُرفت بدمج الألحان الشرقية مع الموسيقى الأوركسترالية الغربية ودمج الثقافات مع بعضها البعض، ولديها أكثر من عشرين عملا فنيا.. ومعها أجرينا هذا الحوار...
{ من الممكن إدراك الموسيقى سمعيا في حال اختفاء المشهد، هل موسيقى مسلسل «المشوار» ستكون مستقلة في ألبوم خاص؟
- عادة ما أقوم بما يسمّى (release) للألبومات الخاصة بأعمالي، لكن أضعهم على صفحاتي في الـ«سوشيال ميديا»، مثل YouTube وSoundcloud, وأنغامي، وان شاء الله قريبا على Spotify.
{ ليال وطفة والخيط الموسيقي السردي في مسلسل «المشوار»، ما المميّز بالنسبة لك في هذا؟
- كان من الضروري الإيحاء موسيقياً بحالة الهروب المتواصلة في المسلسل لشخصيات: «ورد» و«ماهر»، وبنفس الوقت أن يكون تعبيراً عن عذابهم كأشخاص. الأستاذ ياسين عادة يحب أن تكون الموسيقى واضحة لكل شخصية، ولكل موقف، وهذا الشيء أنا اعتدت عليه منذ مسلسل «موجة حارة» الذي اشتغلناه مع بعض.
{ التأثير على المشاعر من خلال الانتقال الموسيقي عبر المشاهد ارتبط بفروقات أصوات الآلات المختلفة لماذا؟
- مثل ما ذكرت، كان يجب أن يكون الفرق واضحا بين العوالم التي في المسلسل، وبين الشخصيات أيضا، وأفضل تعبير عن هذا الشيء هو استعمال آلات مختلفة، هذا استطاع خلق تغيّرات في روح الموسيقى التصويرية نفسها وطريقة التعبير فيها.
{ بمن تأثّرت ليال وطفة؟ وكيف تذلل الصعاب في بناء موسيقى تصويرية لا تقلّ أهمية عن النص؟
- منذ طفولتي كنت أحب موسيقى الفنان الكبير «عمر خيرت»، و«عمار الشريعي»، وبشكل طبيعي تأثّرت بهما منذ الصغر. وبعدها طبعا أدمنت سماع موسيقى لكبار المؤلفين أكثر، أحببت ChopinوBeethoven في فئة المؤلفين الكلاسيك، وHans Zimmer John Williams وPhilip Glass وغيرهم الكثير.. وكتابة الموسيقى التصويرية لأي عمل، فيها تحدّي، وتحدّي كبير جداً، خاصة عندما يكون العمل ضخما. لكن أنا طول عمري أعشق هذا التحدي، لإنه يستفزني لأصل الى الأفضل وبشكل جميل ليرضيني ويستمتع به من يسمعه..
{ الانتقال الحسّي بين جملة وجملة اختلفت الموسيقى كلاسيكيا، هل تأثّرت ليال وطفة بأوبرا الباليه؟
- بشكل عام، أنا لا أحب التكرار، أحب أن يكون دائما ما أقوم به مميّزاً ومتجدّداً في اللحن. هذا الشيء يجعل المستمع من المهتمين أكثر بالاستماع والاستمتاع بالموسيقى، فدائما أحاول أن أحقق هذا الشيء في موسيقاي وخاصة «التتر»... بما اني منذ نشأتي أسمع موسيقى شرقية وغربية، تأثّرت وأحيا هذا بي لأدمج روح الاثنين مع بعض في أعمالي، طبعا إن كان هذا مهما للعمل التصويري الذي أقوم بتأليفه...
{ من هي ليال وطفة؟
- إنسانة أعطاها الله موهبة، وتحاول دائما أن تستغلّها قدر الإمكان وتنقلها للناس.