تساءل النّاس: ما هذا الضجيج الإعلامي الذي يصدح بالبشارة، هل عادت الكهرباء 24/24 كما وعد جهابذتها؟.. أم أن أسعار الغذاء والدواء والكساء باتت في مطال الجميع؟.. أم أن الدواء والاستشفاء بات مجانياً على حساب الدولة المظفرة؟.. أم آن الأمان قد عمّ والاستقلال قد تمّ؟..
ضحكوا وقالوا: لا.. لا هذا ولا ذاك بل انه النبأ المفرح والمبهج عن انتخاب (مستر ليبانون) أو ملك جمال لبنان!..
فيا للسرور والحبور وتيسير الأمور، فهل هناك أجمل من ذلك؟ فليسعد هالك ومالك فها قد تحقق الإنجاز وبات الجميع أعزاز، لا عوز بعد اليوم بفضل أبناء اليوم..
فعلا (يللي استحوا ماتوا)..
أية قحّة هذه وأية فجاجة وقلّة حياء؟..
ألا ترون الفقر وقد بات أنيس المنازل، فالمريض بلا دواء والجائع بلا غذاء والعاري بلا كساء..
بلد غطى في عوزه على أيام المجاعات وأنتم تأتون بالصرعات، فهل انحشر معك الدق يا أصحاب دم البق؟..
النّاس في وادٍ وأنتم في آخر.. أنتم وأصحاب الـ(فينيكس) تريدون تكريس الوجه الحقيقي للبلد.. هكذا تقولون.. الوجع الحقيقي للبلد يعرفه الكبير والولد..
مرضى وجوع وباب الوطن مخلوع وفي حالته موجوع، وأنتم ترون الوضع ربيع والجو بديع وكل شيء على ما يرام وتحوّلون الرجل إلى مدام.
تدفعون الكثير من التكاليف، والناس بحاجة إلى رغيف، لا نقول لكم إلّا يا لطيف..
تأتون بالشباب تتغندر لترون من هو شيخ البندر، وكأن هذا هو الحل، عسى ولعل.. ألا بئس ما تفعلون، و(أخس) على من تنتخبون.
نخلص من رزية لنعلق في بليّة، والجو خانق واليأس عابق والناس بالناس.. والقطة بالنفاس.