أيتها النجمة المتلألئة التي تنير الأرض والسماء
أنت الأرض الخصبة التي تعطي بكل المواسم بسخاء
أنت الأمل المنشود للمعوزين والمقهورين والفقراء
أنت عذب المياه الجارية التي تروي القلوب من الظمأ
أنت الغرس المنتج في كل زمان ومكان والنور الوضّاء
لو شحّت كل أيادي الخير منك يأتي كثرة الجداء
يأتي للشعب بكل فئاته من يدك الممدودة لك الثناء
والرفد(1) للمدارس والجمعيات والمؤسسات أجلّ العطاء
بأعمالك غيّرت دجى ليالي الأيام الباكية الشاكية السوداء
الى شمس ساطعة مشرقة والى ليالي منيرة قمراء
أنت السحاب الهاطل على الأرض العطشی دیمة هطلاء
ولا عجب من أصيلة ابنة أصيل بالألقاب والأسماء
أن تسير في سبيل الغيث للشعب الظمآن استقساء
كل هذا يا ليلى معلوم عنك ومعروف انك من الأكفّاء
إنما الذي أدهشني اليوم ما قرأته لك في الصحيفة خلوداً وبقاء
للزوج الذي غادر الحياة منذ عقدين ونصف إقصاء
وحتى اليوم ذكراه في قلبك وروحك بارتداء الثياب السوداء
لعمري ما سمعت وما رأيت حتى اليوم إنسانة بهذا الوفاء
إنسانة ترمّلت في ريعان شبابها جميلة جذابة حسناء
تركت مباهج الحياة وسخّرت نفسها لعمل الخير محبة وهناء
لينسوا الأيام الجافية التي عاشوها وساعاتها الظلماء
ليلى أيتها الإنسانة النادرة الوجود بصفاتك النقيّة الصافية الزهراء
وفاؤك للزوج رحمه الله لا مثيل له منذ وجود آدم وحواء
أنا فخورة بصداقتك وبكل أعمالك الوردية المعطاء
أدامك الله تعالى ذخراً للإنسانية يا صاحبة الأيادي البيضاء
(1) - الرفد: العطاء