بيروت - لبنان

اخر الأخبار

7 تموز 2022 12:00ص الوقت في ما بيننا!

حجم الخط
كثيرا ما نعدّ أموالنا، وندقّق في حساباتنا... ولا نقيس أوقاتنا ما لم نكن نعمل بالساعة!...
الوقت عطية عامة، أكنّا أغنياء أم فقراء، رجالا أم نساء... ما نصنعه من الوقت شخصي. انه الوقت المعيش.
في اللغات القديمة، ثمّة تمييز بين الوقت الذي هو كم قد نقيسه والفرصة السانحة التي نركّز فيها على الكيف...
خلال الوباء الزاحف، تبدّلت المفاهيم، حتى في بلاد الناس. وبات الوقت أكثر فأكثر مسألة وجدانية انفعالية. يتسارع عندما نلهو، ويتباطأ عندما نترقّب الأحداث أو الأشخاص. يتثاقل عندما تجابهنا عراقيل ويترنّح عندما تزدحم أعمالنا.
الزمان والمكان يحدداننا ويحدّدان تجربتنا الجسدية. من ذا الذي يقارن بين زمان الأرض والزمان السماوي؟
الوقت من قيمنا الضائعة، فكيف نسترجعه؟ ألا يكفي أن نزعم ان التاريخ يعيد نفسه؟ وهل تراه يعيد نفسه لدى غير المجتمعات المتخلّفة أو المتقهقرة؟
لدينا ١٤٨ ساعة من الوقت المتاح في الاسبوع الواحد. نحتاج الى ساعات من النوم وساعات للطعام وساعات للعمل، وساعات للانكباب على هاتفنا الخلوي والإجابة عن البريد الإلكتروني والاستراحة ومشاهدة التلفاز... فهل هناك، شرقا وغربا، وقت للأسرة والأصدقاء وفحص الضمير؟
الفرص السانحة - وهي المعنى الثاني للوقت - لا تزال متاحة أمام مجتمعنا. فهل نظل نبحث عنها حصرا للكسب السهل والسريع؟
كم كتبت في المعليشية، معليشية الوقت خصوصا. فهل ترانا نواصل توسّل هذه الفلسفة السلبية الى الأبد؟
لبنان أشبه ما يكون بالفردوس المفقود، وبات أهله يسلكون طرقهم غير المضاءة في متاهات مصير يقرره الأجنبي؟ نسير في نفق طويل ونرتطم بجدرانه. القلوب مدمرة، فمن ينقذ الوطن لئلا يخرج نهائيا من زمان الناس؟!

(بوسطن)
أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه