بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 كانون الأول 2022 12:00ص انعكاسات جمالية ذات أصول منطقية في فلسفة الحرف عند الفنان فائق عويس

حجم الخط
تُفهم الإنعكاسات الجمالية ذات الأصول المنطقية في فلسفة الحرف عند الفنان «فائق عويس» (Fayek Oweis) التي تُعتبر كتأويلات حركية يتم إبرازها من خلال عملية الإبداع الحروفية التي يمارسها عويس وفقا للكثير من المصطلحات، النابعة من حالة اليقظة الفنية، وجمالية التخيّلات الترابطية في تشكّلها وفق ديناميكيات تجعل من الممكن خلق العديد من مظاهر التكاثر التي تتشكل من مسارات ذات محاور متعددة، يوجهها الفنان «فائق عويس» بتوازن مجازي يجمع من خلاله بين القاعدة البنائية لشكل كل حرف وصورته الدراماتيكية في تحقيق الجمال، ضمن العلاقات بين حقيقتين ماديتين للخط والشكل بكافة اختلافاته. إذ كلما كانت القوة في الخط شيء نادر حروفي مرتبط بالجذب والإنبهار المنبثق من كافة العناصر الهندسية المدروسة جيداً والمتوازنة بصرياً، كلما كانت المساحة أشدّ تأثيرا للجذب البصري، ليحاكي من خلال ذلك كينونة كل حرف ومعناه بنائيا، أو عبر فضاءات خاصة يحددها من خلال النقطة والخط والشكل، المنسجم مع التناغم والتضاد، بمعنى التناغم بين الخطوط والتضاد بين المستطيلات والمربعات والكبير والصغير، وغير ذلك مما يسمّى التفكر في الأبعاد المفتوحة على عدة تأويلات، والتبصر قي فتح التخيّلات على عدة قواعد فنية تحمل في كل منها معادلات تتناسب مع الأطوار المختلفة لكل حرف، وكأن الحرف بالنسبة له كائنا حيا يثير الحس الفكري، بما يتلاءم مع الانطباعات التي يزرعها بين الفراغات التي تُشكل كلمات هي جزء من عملية فكرية فنية ذات رؤى فنية، ندركها عندما نلمس الامتدادات اللانهائية لكل حرف يمكن له أن يُشكل قاعدة تشكيلية عربية تميل الى خلق عدة مقارنات (الاختلافات والتوافقات، التضاد والتناغم) الأضداد بكافة أشكالها لونيا وتشكيليا، وفق المساحات والفضات المتخيّلة ليتلاعب مع كل حرف بشاعرية لا تبتعد عن العقلانية والتركيز على النقاط والأسس. فهل من لغة بصرية حركية في مفهوم الانعكاس البنائي للحرف العربي؟ أم هي التقاطات للأشكال التي يتخيّلها عويس من الخط المرتبط بقيمة كل حرف ينشأ عنه عدة أشكال مرنة؟
تثير لوحات الفنان عويس التساؤلات عند تأملها من حيث قدرته على إبراز المسافات بين الخطوط المتماثلة والمتنافرة، وضمن حلقة المعنى في إحداث عدة تغيّرات تنبثق من حرف واحد أو حتى من خط بمعناه الاتساعي في فضاءات يفتحها، تشير كل منها الى قوة الدلالات في كل حرف ولفظ، ضمن الأطر الفنية التي لا يخرج عنها عويس لما تحمله من تجسيد عربي خاص في عمقه وسحره الفني، المعتمد على قاعدة حسابية دسمة في بياناتها مع الاهتمام بالاختلاف في المقاييس والمعايير، والأحجام التي تكشف عن لغة نابعة من شخصية الفنان، ومدى ارتباطه بالحرف والإمتداد، وجذوره وسماته وميله إلى القساوة والمرونة ضمن الثنائيات التي تعصف بالأضداد الغنية بمظاهرها الفنية الإبداعية، المفتوحة على مجالات الإبتكارات بتوالد هو بزوغ للغة المشاعر التشكيلية المرتبطة بحسابات الأبعاد والفضاءات وقدرة الحرف على التحرر من القوالب التشكيلية الخاصة بالخطوط الحروفية، وإن بتناسب إيقاعي بصري هو جزء من جماليات متعددة، لتناسب إيحائي تخيّلي ينبثق عن قساوة واقع يهرب منه عويس من خلال توازنات هذه الأشكال في لوحات يمنحها عدة علاقات تربطه بالعالم وتطرح قضية لغة تشكيلية ذات وجود إنساني هو حركي أولا، ومن ثم يترجم من خلاله الأحاسيس والمشاعر التي تتجلى من خلال الخصائص التي يعتمدها عويس عبر أوجه الشبه المتعددة بين صمت الأشياء من حولنا وحركتها، ومن ثم القدرة على التقاط تناغم موسيقاها للغوص في بواطن الأشكال واتجاهاتها لخلق فلسفة خاصة. فهل نبض الخطوط في لوحات عويس هو التماعات استثنائية لفن ينطوي على تأويلات بصريه تجمع بين المادي والحسي؟
من مجموعة متحف فرحات Farahat Art Museum