بيروت - لبنان

اخر الأخبار

7 تشرين الأول 2022 12:00ص بين الإصلاح.. والتصليح

حجم الخط
اعتادت آذاننا منذ سنوات عديدة على سماع كلمة الإصلاح، والمقصود من الكلمة ان هناك عطباً في حالة ما ويراد إعادتها إلى الحالة الصالحة أو الصحيحة.
ومرّت السنوات والكلمة تتردد على مدار الساعة وخلال هذا المدار يزداد العطب تضخماً والسوء سوءاً..
حتى وصل التردّي الى ما وصلنا إليه من انهيار يسود كل شيء ابتداءً من الاقتصاد والحد الأدنى من العيش الكريم، إلى الأخلاق وما تشكّل في بناء أي مجتمع.
ويتساءل البعض، وربما الكل، لماذا وصلنا إلى هذا الحد من التردّي وأين الإصلاح المنشود وسيمفونيته المملّة؟!..
والحقيقة ان هناك جواباً منطقياً على هذا التساؤل: فالقاعدة الذهبية لحصول إصلاح هي مع وجود صالحين ومصلحين..
فكيف يكون الإصلاح مع وجود فساد يغطي كل قطاعات الحياة ولا مصلح حقيقي يبذل جهداً ولو متواضعاً عكس ذلك.
ولكن من أين نحضره والطبقة الحاكمة كلها طبق الأصل عن بعضها في سباحتها في بحر السمسرات والرشوات والعقد الشخصية والغاية تبرر الوسيلة ولو على حساب ومصير الملايين؟!
طبقة أوصلتنا إلى حالة التصليح.
إذ ازدهرت أعمال الخياطين والسكافين وهم يصلحون القديم من ملابس النّاس وأحذيتهم لأنهم لا يستطيعون مع الحالة الكارثية التي تعمّ معظم قطاعات المجتمع شراء الجديد منها. وصاروا يطبقون القول القائل:
«خليك على عتيقك جديدك لا يدوم لك»...
الشتم والهجاء يعمّان الأجواء..
ولكن لا هذا ولا ذاك يرفع البلاء ويؤمّن الغذاء والكساء..
ولا تبقى إلا الدعوات إلى السماء..
دعوات لوجود مخلّص أو منقذ يشبه من خرج يوماً في تاريخ الشعوب وهو يصيح: «اني أرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها»، وهو صراخ الحجاج بن يوسف الثقفي..
وحتى ذلك الوقت وفي الانتظار يكتوي النّاس بلسع النار.